هموم مصرية
أعتقد، ويعتقد العالم المحايد معنا، أننا استنفدنا كل أساليب العمل الدبلوماسى فى قضية سد النهضة.. سواء فى اللقاءات الثلاثية أو الثنائية، رغم أننى «أتشجع وأقول إن السودان أيام حكم البشير لم يكن معنا، ولا حتى مع الحق وكان يأخذ مسارًا مضرًا بالحقوق التاريخية لمصر.. وكان ذلك لمصالح خاصة للسودان، منها إمكانية زراعة مساحات كبيرة من أراضيه المتاخمة للحدود الإثيوبية.. ومنها «معاداة» النظام السودانى أيامها لمصر وللشعب المصرى دون إدراك من الخرطوم للمخاطر التى تحدق بالسودان، قبل أن تحدق بمصر.
نقول: بعد أن فرغت أو كادت الأساليب الدبلوماسية.. وبالذات بعدما أعلنه رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد فى البرلمان من أيام قلائل، ورغم أنه تراجع عن بعض ما قاله بتعبير «دبلوماسى» بأن كلامه ابتعد عن مساره، ولكن كل هذا ـ مع استمرار بناء السد وربما الإسراع فيه ـ يجب أن يكون للقاهرة موقف مغاير.. ليس فقط لمبادئ ما تم توقيعه فى مارس 2015 ولكن لأن إثيوبيا ضربت بكل هذه المبادئ عرض الحائط، حتى وإن أعلنت رفضها كل حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل بل بات واضحًا أنها تتعمد الإضرار بمصر لتضعنا أمام الأمر الواقع من جهة.. وأمام القبول بعد أن يكتمل بناء السد ويصبح كاملاً هنا ليس أمامنا إلا الأمر الواقع.. أو اللجوء إلى العمل العسكرى.. وحتى هذا الخيار الأخير خرجت لنا تصريحات أكبر مسئول إثيوبى بما معناه أنهم مستعدون للدفع بملايين الإثيوبيين لهذا العمل العسكرى.
< هنا="" لم="" يبق="" لنا="" دبلوماسيًا="" إلا="" اللجوء="" إلى="" تصعيد="" العمل="" الدبلوماسى="" سواء="" على="" المستوى="" الإقليمى،="" أى="" الاتحاد="" الإفريقى،="" وهنا="" تعرفون="" أن="" موقف="" مصر="" الآن="" أكثر="" حساسية..="" لأنها="" الآن="" هى="" رئيسة="" الدورة="" الحالية="" للرئاسة="" الإفريقية..="" وأيضًا="" بسبب="" فوز="" آبى="" أحمد="" بجائزة="" نوبل="" للسلام..="" وهنا="" ابحثوا="" عن="" أصابع="">
بل إن الأسلوب الذى تتخذه إثيوبيا هو نفس الأسلوب الإسرائيلى أى «فرض» الأمر الواقع وتجعلك تفكر فى مشاكل جانبية بينما أنت مجبر ومرغم على البعد عن أصل القضية!!
وفى نفس مجال التحرك الدبلوماسى الإقليمى، أى الإفريقى، أمامنا أكثر من طريق آخر.. أحدها اللجوء إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة وبسرعة، وثانيهما التحرك إلى محكمة العدل الدولية وهنا أملنا فى الاتفاقيات الدولية الخاصة بعلاقات الدول المتشاطئة فى الأنهار.. وإلى مبدأ عدم الإضرار بالشعوب الأخرى.. أى لا ضرر ولا ضرار.
< ونتساءل:="" متى="" نأخذ="" هذا="" المسلك="" الدولى="" والعادل..="" هل="" ننتظر="" اكتمال="" بناء="" السد="" وهنا="" يصعب="" فكرة="" هدم="" جزء="" منه="" حتى="" لا="" تستغله="" إثيوبيا="" ـ="" فى="" أى="" مرحلة="" من="" الصراع="" ـ="" ضدنا..="" ولا="" يبقى="" أمامنا="" إلا="" التخفيف="" من="" آثار="" ملء="" السد..="" ونظام="" تشغيله="" الذى="" ترفض="" إثيوبيا="" الاقتراب="" منه="" لأن="" ذلك="" من="" صميم="" السيادة="">
< وبلا="" مواربة="" نسأل:="" لماذا="" كان="" «كل="" هم»="" وزراء="" الرى="" السابقين="" يرفضون="" أن="" يقترب="" الإعلام="" من="" هذا="" السد..="" بل="" كان="" كلهم="" ومن="" أيام="" م.="" عصام="" راضى="" ثم="" د.="" راضى="" ومن="" بعده="" لنصل="" إلى="" مسئولية="" الدكتور="" محمود="" أبوزيد..="" أم="" أن="" كل="" وزراء="" الرى="" كانوا="" ينفذون="" ما="" يملى="" عليهم="" من="" «قصر="" الاتحادية»="" أيامها..="" وقد="" كنت="" أحد="" الذين="" حاولوا="" معرفة="">