هموم مصرية
حاول جمال عبدالناصر احتواء إثيوبيا أيام الإمبراطور هيلا سيلاسى أكثر من مرة، رغم حلمه بالزعامة.. فهل اكتفى بزعامة العرب وترك لإثيوبيا زعامة مسيحيى إفريقيا.. رغم دور عبدالناصر فى مساعدة كل الدول الإفريقية، التي كانت تحت الاستعمار الإنجليزى والفرنسى والبلجيكى والإيطالى والإسبانى والبرتغالى إذ كانت إفريقيا أرضًا مستباحة أمام كل الطامعين.
والمحاولة الأولى ـ من عبدالناصر ـ فى احتواء إثيوبيا عندما تقرب من إمبراطورها هيلا سيلاسى وأقنع البابا كيرلس بابا الاسكندرية والكنيسة المسيحية المصرية الارثوذكسية أن تتنازل عن رئاستها للكنيسة الإثيوبية، وهى من نفس المذهب المسيحى.. وكان بابا إثيوبيا يتم ترسيمه والاحتفال به رئيسًا للكنيسة الإثيوبية فى مصر.. ووافق البابا المصرى ـ مرغمًا ـ على رغبة الرئيس المصرى.
المرة الثانية أن عبدالناصر لم يتمسك بأن تكون القاهرة هى المقر الرئيسى للاتحاد الإفريقى ـ وكانت تلك رغبات معظم دول القارة.. وهكذا أصبحت أديس أبابا هى مقر الوحدة الإفريقية ثم الاتحاد الإفريقى بكل تشكيلاتها ومفرداتها وتنظيماتها.
< ومرة="" ثالثة="" لم="" يفعل="" عبدالناصر="" شيئًا="" من="" أجل="" المحافظة="" علي="" سيادة="" مصر="" علي="" دير="" السلطان،="" بعد="" أن="" احتلت="" إسرائيل="" ما="" تبقى="" من="" القدس..="" وضمته="" إليها..="" وسلمت="" إسرائيل="" هذا="" الدير="" الذى="" كان="" تابعًا="" للكنيسة="" المصرية="" منذ="" أنشأه="" السلطان="" صلاح="" الدين="" الأيوبى="" ولكن="" عبدالناصر="" أغمض="" عينيه="" ـ="" وعيون="" مصر="" ـ="" عن="" التمسك="" بسيادة="" الكنيسة="" المصرية="" علي="" دير="" السلطان="" هذا،="" وللأسف="" ما="" زال="" هذا="" الدير="" تحت="" إدارة="" الرهبان="" والقسس="" الأحباش="" الإثيوبيين..="" وكان="" هذا="" تنازلاً="" عن="" أمر="" كان="" فى="" عقيدة="" الكنيسة="" والسيادة="">
< ومرة="" رابعة="" كانت="" خلال="" سعى="" إسرائيل="" فى="" عملية="" تهجير="" يهود="" الفلاشا="" الأحباش="" فى="" الثمانينيات..="" وكانت="" إسرائيل="" تسعى="" لجذب="" هؤلاء="" بالهجرة="" إلي="" إسرائيل="" بهدف="" إحداث="" نوع="" من="" الكثافة="" اليهودية،="" خصوصًا="" بعد="" أن="" ضمت="" إسرائيل="" إلى="" سيادتها="" كل="" أراضى="" الضفة="" الغربية="" إلي="" سيادتها="" بعد="" هزيمة="" 1967،="" وذلك="" للتقليل="" من="" حجم="" وقوة="" الكثافة="" العربية="" فى="" كل="" إسرائيل،="" بعد="" هذا="">
ونجحت إسرائيل فى عقد صفقة مع جعفر النميرى عندما كان رئيسًا للسودان بإغراءات مالية.. كما شملت هذه الصفقة شخصيات أخرى، غير سودانية.. وللأسف تم تهجير هؤلاء اليهود الفلاشا عبر المطارات والأجواء الجوية المصرية مستخدمين دولة ثالثة قبل الوصول إلى إسرائيل.
< هى="" إذن="" محاولات="" عديدة="" لترضية="" إثيوبيا="" سواء="" وهى="" تحت="" حكم="" الإمبراطور..="" أو="" تحت="" الحكم="" الشيوعى="" اليسارى="" الذى="" نجح="" فى="" إسقاط="" الإمبراطور..="" أو="" حتي="" ما="" بعدهما="" من="" حكم="" لأديس="">
وكل ذلك ساعد علي زيادة الإحساس بالزعامة لدى إثيوبيا وأصبحت تناطح القاهرة.. حتى فى زيارة عدد السكان.. وها نحن ـ الآن ـ ندفع ثمن هذه التنازلات!