رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لى

 إذا كان فى بيتنا مراهق أى طفل يتراوح عمره من الثانية عشرة حتى الثامنة عشرة، ماذا يفعل الأهالى غير القادرين لأطفالهم خاصة إذا كانوا غير قادرين على الاشتراك فى نادٍ اجتماعى وليس لديهم دخل يستطيعون أن يسافروا به مع أولادهم ليقضوا اجازة سعيدة أو حتى يذهبوا إلى مسرح أو سينما، وما هى الخدمات التى تقدمها الدولة للمراهق المصرى. هل هناك كتب تتوجه إليه بأسعار رخيصة؟ هل لديه قناة تليفزيونية مصرية تحدثه وتقدم له احتياجاته؟ هل توجد مكتبة ورقية وإلكترونية بجانب منزله فى كل حى؟ هل لدينا ساحات شعبية فى أحياء العاصة والأقاليم لكى يلعب فيها الأطفال والشباب والمراهقون؟

هل يمارس فى مدرسته أى رياضة أو يمارس أنشطة يرقص ويغنى ويرسم ويعزف ويمثل ويجمع طوابع أو حتى يربى دودة القز؟ هل لديه نوادى علوم ليقوم بالاختراعات الصغيرة التى يهواها الأطفال فى هذا العمر؟ إذن ماذا يفعل المراهق فى هذه المرحلة الخطيرة من عمره مع التغيرات الجسمانية والنفسية والعصبية ومع إحساسه بعدم التكيف والتمرد على الواقع الذى يعيشه؟ لقد أصبح يعيش فى مجتمع محدود فقير من كل نواحى الحياة والفقر ليس الفقر المادى فقط بل فقر الإبداع وفقر التفكير. لقد كنا مجتمعا فقيرا، ولكن كان الطفل يجد شارعا يلعب فيه ودورى مدارس فى كرة القدم ومسابقات موسيقية وفنية وعلمية وأيضاً وبرامج تليفزيونية تتوجه إليه وأفلام مراهقين ترضى ذوقه، ولكن ماذا يجد هذه الأيام؟

لقد اكتظت الشوارع والحدائق العامة وتخلت المدرسة عن دورها التربوى عن طريق الفن والأدب، وتفرغت للحفظ والتلقين وتركنا أولادنا فريسة لكل ما هو خطير وشاذ ودفعناهم لكى يعيشوا مع برامج التليفزيون الأجنبية التى أصبحت كلها قتلا ودماء وأن يعيش المراهق مع النت ليمارس كل الرذائل المكبوتة ويلعب ألعاب العنف التى تستنزف طاقته وإنسانيته، وحينما يشعر بالزهق من جلسته أمام شاشة تليفونه أو التليفزيون، ليس أمامه غير الشارع يتلطع على النواصى ليمارس فيه التنمر والعنف على الاضعف منه سواء فتيات أو شبان أو حتى كبار السن!

لن يعود الاحترام إلى الشارع ويختفى العنف من حياة أولادنا إلا بالاهتمام بهم منذ طفولتهم المبكرة بالنواحى الفنية والرياضية والإنسانية، وسأظل أعيد المقولة التى تقول إن الطفل الذى يمارس أنشطة وهوايات ويشاهد برامج ثقافية وأفلاما ومسرحيات وبرامج تلبى حاجاته الإنسانية  يصبح شابا أو فتاة أسوياء. ولن يكون ابدا حل مشكلات العنف والتنمر فى المجتمع أن نخفض عمر الطفل الذى أقرته كل المواثيق الدولية حتى نقتص من شاب أو نردع الآخرين، ولن يكون الرادع أبدا حكم الإعدام على مراهق أو اثنين، بل يجب أن نفكر فيهم وأن نعمل من أجلهم ومن أجل سلامتهم العقلية والنفسية والجسدية حتى نصبح مجتمعا عاقلا ومحترما وأفراده أسوياء.