هموم مصرية
منذ نجح الباشا محمد على وابنه إبراهيم باشا فى إنشاء جيش مصر الحديث لم تتوقف المؤامرات ضد هذا الجيش، وبالطبع ضد مصر نفسها.. مثلاً الدولة العثمانية التركية منذ احتلت مصر عام 1517 قد ألغت هذا الجيش، حتى عندما احتاجت لهذا الجيش لينفذ لها مخططاتها لم تكن تسمح أن يزيد عدد أفراد هذا الجيش على 18 ألف جندى.. عندما تملص محمد على من ذلك بحجة تنفيذ مخططات الدولة العثمانية سواء فى اليونان وفى شبه الجزيرة العربية، أو فى حرب القرم نجد أن تركيا - مدعمة من حلفائها الغربيين زمان تصر ألا يزيد هذا العدد على 18 ألفا.. وبدأ ذلك بفرض معاهدة لندن على مصر عام 1840.
وعندما احتلت بريطانيا مصر عام 1882 قامت بحل هذا الجيش تماما.. وعندما أعادته لكى تساهم معه قيادات بريطانية فى إعادة فتح السودان عام 1899. عمدت أن يصبح هذا الجيش مجرد جيش للاحتفالات الرسمية والدينية بالذات وربما تراجعت قليلاً خلال الحرب العالمية الأولى - وأيضاً الحرب العالمية الثانية - وإنما لكى يساهم فى الحرب مع قواتها. ولا ننسى هنا المعركة الشرسة التى تعرض لها الخديو عباس حلمى الثانى، عندما أبدى بعض الملاحظات على ضعف مستوى التدريب مشيرا بذلك إلى تهاون قياداته من الإنجليز وكاد الخديو أن يفقد عرشه بسبب هذه الملاحظات.
< وظلت="" أرقام="" وعدد="" قوات="" الجيش="" المصرى="" تدور="" حول="" هذه="" الأرقام="" رغم="" تزايد="" عدد="" السكان="" والأهم="" تزايد="" المخاطر="" التى="" تهدد="" الوطن.="" إلى="" أن="" عاد="" حزب="" الوفد="" إلى="" الحكم="" ونجح="" بزعامة="" مصطفى="" النحاس="" فى="" توقيع="" اتفاقية="" 1936..="" وأصر="" النحاس="" باشا="" على="" إطلاق="" عدد="" قوات="" الجيش="" مستغلا="" الظروف="" التى="" تحيط="" بالعالم="" والمنطقة..="" حتى="" إن="" الكلية="" الحربية="" «أو="" المدرسة="" الحربية»="" أعلنت="" عن="" قبول="" دفعات="" استثنائية="" من="" المصريين="" للدراسة="" بها="" لتغطية="" احتياجات="" الجيش="" من="" الضباط،="" وهذه="" الدفعة="" -="" وما="" بعدها="" -="" هى="" التى="" سمحت="" بدخول="" دفعات="" عديدة="" من="" شباب="" مصر="" ليدرسوا="" بها="" ويصبحوا="" ضباطًا="" فيه="" ومنهم="" عبدالناصر="" والسادات="" وعبدالمنعم="" رياض،="" وكل="" أعضاء="" مجلس="" قيادة="" ثورة="">
< وإذا="" كانت="" مصر="" قد="" «تملصت»="" من="" مؤامرة="" تحديد="" عدد="" قواتها="" إلا="" أن="" مصر="" للأسف="" ظلت="" تعانى="" من="" مؤامرات="" ضد="" زيادة="" هذا="" الجيش="" بما="" يحتاجه="" من="" أسلحة..="" إلى="" أن="" نجح="" عبدالناصر="" فى="" عقد="" صفقة="" الأسلحة="" التشيكية="" «أى="" الشيوعية»..="" ولكنها="" هى="" الأسلحة="" التى="" نجحوا="" فى="" تدميرها="" خلال="" نكسة="" يونية="">
الآن - والحمد لله - تمتلك مصر جيشًا يحافظ على استقلالها بل ويحمى خططنا لإعادة بناء الوطن من جديد.
< وهم..="" الأعداء="" كلهم="" يعلمون="" أن="" هذا="" الجيش="" هو="" القادر="" على="" التصدى="" لكل="" مؤامراتهم..="" لذلك="" يتم="" التركيز="" هذه="" الأيام="" على="" هذا="" الجيش..="" وهذا="" ما="" لن="" يسمح="" به="" شعب="">