رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لي

منذ ٢٥ يناير وأنا أصرخ وأكتب الاطفال يا حكومة  الاطفال يا دولة ولكن للأسف انشغلت الدولة بمشكلات الوطن المزمنة وتفرغت  لمحاربة الارهاب  والاصلاح الاقتصادى والمشروعات  الكبيرة، ونسيت و لم تدرك  ان الاطفال هم اهم صناعة ثقيلة يجب ان نستثمر فيها اموالنا وايامنا فهم حصن الامان لهذا الوطن، فالطفل الذى  تعلم  تعليما جيدا ومارس هوايات  فنية لن يستطيع التأثير فيه تاجر دين او صاحب مشروع ماضوى ضد الوطن.

ان على الحكومة ان تفكر جيدا فى تحليل اعمار الشباب الذى ربما عبر عن غضبه واين يقيمون (من غير الاخوان المسلمين اصحاب المشروع التدميرى لمصر) فإنه ومنذ النظرة الاولى  يتضح بجلاء انهم مجرد اطفال وشباب صغير محبط  ومن طبقات مهمشة ومطحونة اجتماعيا ولذلك يمكن أن تؤثر فيهم خطابات أعداء الوطن مهما كان خطابا عشوائيا مرتجلا.

 لقد كان التعليم والاعلام والثقافة من قبل هو الوسيلة الناجحة للحراك الاجتماعى والوعى الانسانى والوطنى ولكن للأسف تخلت المدرسة عن دورها فى تنمية الطفل من خلال المهارات الفنية وتفرغت للحشو والتلقين والتابلت. وانغمس التليفزيون فى  برامج  تداعب الطبقة الوسطى وكلها برامج كراسى وقعدات لا ابهار ولا مجهود يذكر بل  مجرد  حكايات  تداعب الطبقة الوسطى وتتحسر على ايامها وهى لا تجذب ولا تهم  صغار وشباب هذه الايام.

 وتركنا اطفالنا فى الصعيد والمناطق العشوائية الذين عاشوا احلاما وردية بعد ٢٥ يناير  مع  حمو بيكا  والاغانى السوداء، وكوميديا مسرح مصر التى انتشرت فى كل البرامج والمسلسلات  وهى الفارغة من اى قيمة فنية!! ومع الايام والليالى، والاهمال الشديد للجانب الثقافى والفنى تحولت الاحلام الى واقع مرير ومرعب  فخرجوا من اجل عيش افضل وفرص  أحسن دون وعى سياسى او وطنى.

لقد ظلمناهم ونسيناهم، ما يستدعى تعويض ذلك الإهمال.

ان  الطفل  الذى يمارس فى المدرسة  انشطة وهوايات ويشاهد برامج ثقافية وافلاما ومسرحيات وبرامج اطفال تلبى حاجاته الانسانية  يرتقى هو وعائلته وكل من يحيط به، وتنهض به الاوطان وتتقدم. والمفارقة ان الطبقة الوسطى وهى زعلانة ومضارة وغضبانة  جلست تتفرج رغم تحريض قطاعات لا تريد مصلحة الوطن ولم تخرج او تستجيب  ليست لأنها خائفة كما يشاع، بل  لأن لديها من الوعى ما يجنبها ويحميها من  ذلك.