رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 لا أنسى مطلقا هذا المشهد الذى رواه الرئيس عبدالفتاح السيسى عن خيانة قيادات تنظيم الإخوان الإرهابى للوطن.. وتهديدهم له بالقتل وبإشعال البلاد وتسليمها للمرتزقة والمأجورين والسفاحين المتاجرين بالدين.. سمعت هذه الرواية من الرئيس السيسى شخصيا فى لقاء مغلق طلب عدم نشر تفاصيله.. قبل أن يعود هو نفسه للإفصاح عنه بعد نحو شهرين فى حوار تليفزيوني.

•• كان ذلك

فى يوم الثلاثاء 4 مارس 2014 .. ذلك اليوم المشهود الذى أعلن فيه المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع آنذاك.. وللمرة الأولى.. أنه «لا يستطيع أن يدير ظهره عندما يجد الغالبية تريده أن يترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة».. مضيفا: «فلنترك الأيام القادمة لتشهد الإجراءات الرسمية».. فى إشارة واضحة إلى موافقته على الترشح لرئاسة البلاد.

كانت المناسبة هى الاحتفال فى الكلية الحربية بمصر الجديدة بانتهاء فترة التدريب الأساسى للطلبة المستجدين بالكليات العسكرية.. وعقب انتهاء كلمته التى ألقى بها أمام الطلاب فى ساحة العرض العسكري.. التقى المشير السيسى فى أحد الصالونات المغلقة مع قيادات الصحافة والإعلام وبعض القيادات العسكرية.. وفتح قلبه كعادته وتحدث عن أشياء كثيرة طالبا الالتزام بعدم نشرها.. ومنها هذه الواقعة الخاصة بخيانة قيادات الإخوان.

•• قال السيسي:

إنه التقى فى 23 يوليو 2013 .. أى بعد قراره التاريخى خلع محمد مرسى من الرئاسة وإنهاء حكم الإخوان البائد.. مع قياديى التنظيم الإرهابى خيرت الشاطر وسعد الكتاتنى ومحمد البلتاجى لمدة 45 دقيقة.. وطوال اللقاء كان الشاطر يشير الى السيسى بكف يده اليمنى التى يشكل أصابعه على هيئة مسدس.. ويمثل قيامه بإطلاق النار عليه.. فى تهديد صريح للسيسى بالقتل.. وأضاف «المشير»: إن الشاطر هدد خلال اللقاء باستقدام مقاتلين من سوريا وافغانستان وليبيا للدفاع عن التنظيم وحماية مرسى والقتال ضد المصريين.. فكان رد السيسى عليه: ان «أى شخص يرفع السلاح فى مواجهة المصريين هاشيله من على وش الأرض».

يومها.. ورغم أهمية وخطورة الواقعة.. إلا أن كل من حضروا لقاء الكلية الحربية التزموا برغبة الرئيس عدم نشر ما قاله.. إلى أن رواه هو بنفسه مرة أخرى.. وعلى الملأ فى لقاء تليفزيونى أجراه معه يوم 5 مايو 2014 الإعلاميان لميس الحديدى وإبراهيم عيسى.

•• اليوم نتذكر ذلك

ونستدعى هذا المشهد.. ونحن نتابع الحكم القضائى الصادر من محكمة الجنايات للمرة الثانية.. بإدانة هؤلاء «الخونة» وغيرهم من قيادات التنظيم الخائن فى قضية «الخيانة الكبرى» المعروفة بقضية تخابر مرسى وأعوانه وقيادات «عشيرته» مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد.. من بينها حركة حماس الفلسطينية والحرس الثورى الإيرانى وحزب الله اللبناني.. وإفشاء أسرار تتعلق بالأمن القومي.

هذا الحكم الذى وصم الجماعة وقياداتها بعار الخيانة الذ سيظل يلاحق الى الأبد كل من ينتمى إليها أو يدعمها أو يتعاطف معها أو يدعو الى المصالحة أو الحوار معها.. كما أنه يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذه الجماعة الكاذبة لم تتأسس كما ظلوا يزعمون من أجل العمل الدعوى الإسلامي.. بل من أجل الاستيلاء على الحكم وتسليم الوطن الى منَ يريدون به الشر.. ولا يثنيهم أى شىء عن تحقيق هذا الغرض حتى لو وقعوا فى براثن الخيانة والعمالة والإثم والإجرام.

ويكشف الحكم أيضا كذب ما كان يدعيه الإخوان عن عدم ضلوعهم فى سيناريو الفوضى العارمة التى اجتاحت الوطن إبان أحداث 25 يناير 2011 .. وهو ما أثبت عكسه ما ذكره المستشار محمد شيرين فهمى رئيس المحكمة.. وما أكدته أوراق القضية وأدلتها من أنهم قاموا قبل 25 يناير بالتخابر مع منظمات أجنبية خارج البلاد.. بغية ارتكاب أعمال إرهابية داخل البلاد.. وإفشاء أسرار الدفاع عن البلاد لدولة أجنبية ومن يعملون لمصلحتها.. وتمويل الإرهاب.. والتدريب العسكرى لتحقيق أغراض التنظيم الدولى للإخوان.. وارتكاب أفعال تؤدى إلى المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها.

كما أنهم اتحدوا مع عناصر أخرى تابعة للجماعات التكفيرية المتواجدة بسيناء.. لتنفيذ ما تم التدريب عليه.. وتأهيل عناصر أخرى من الجماعة إعلاميا بتلقى دورات خارج البلاد فى كيفية إطلاق الشائعات وتوجيه الرأى العام لخدمة أغراض التنظيم الدولى للإخوان.. وفتح قنوات اتصال مع الغرب عن طريق قطر وتركيا.

•• بهذه المناسبة أيضا

نتذكر بكل الخير رجلا دفع حياته ثمنا لكشف هؤلاء المجرمين وإثبات خيانتهم.. وهو الشهيد البطل المقدم محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطنى الذى اغتالوه غدرا فى 18 نوفمبر 2013.. لأنه كان الشاهد الرئيسى فى القضية والذى استطاع أن يجمع الأدلة المادية والتسجيلات الصوتية والمكاتبات بين قيادات التنظيم.. والتى تثبت إدانتهم وخيانتهم.. والتى فشلوا أيضا فى تخريبها باقتحامهم لمبنيى أمن الدولة فى الشيخ زايد ومدينة نصر.. فلم يقووا إلا على قتل الشهيد مبروك رحمة الله عليه.