رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

هموم مصرية

فى التاريخ المصرى كثير من المفاهيم لا بد من تصحيحها.. بالذات تلك التى شاعت فى فترات الصراع بين الوطنيين ورجال الاحتلال البريطانى.. وربما لأن الواحد يبحث عن البطولة ويحلم بها.. وربما بسبب ظلم الحكومات من عشرات ومئات السنين وأيام السخرة والتجريدة والقهر، فإن المواطن يرى أن كل من تعاديه السلطة هو مشروع بطل.. لكل هذه الأسباب وغيرها اختلفت رؤية الناس إلى من يتصدى للسلطة.. ومن هؤلاء مثلاً أدهم الشرقاوى.. الذى شبهه البعض بشخص روبين هود الشجاع الذى يهاجم ممتلكات الأغنياء ويعيد توزيعها على الفقراء.. أو ربما مثل زورو تلك الشخصية الأسطورية الذى يتصدى للبارونات وطبقة الحكام.. لمصلحة الفقراء.

< أما="" أدهم="" الشرقاوى،="" فالسجلات="" والأوراق="" الرسمية="" تتحدث="" عنه="" بأنه="" زعيم="" عصابة="" يفرض="" الإتاوات="" لينفق="" على="" أفراد="" عصابته="" وعلى="" نزواته..="" ولكن="" الناس="" تعاملوا="" معه="" كأنه="" بطل="" يتصدى="" لجبروت="" السلطة="" الإنجليزية="" والمحلية="" معاً..="" وشاعت="" عنه="" الحكايات="" حتى="" تحول="" إلى="" أسطورة="" نافست="" الأساطير="" الشعبية="" القديمة="" الشهيرة="" مثل="" سيرة="" عنترة="" بن="" شداد="" والظاهر="" بيبرس="" وأبوزيد="" الهلالى..="" وأيضاً="" سيف="" بن="" ذى="">

ومع بدايات ثورة 23 يوليو 1952 غذت الثورة هذا الاتجاه.. وزادت شعبيتها.. بل وصعد أحد أفراد عائلته إلى السلطة ليصبح وزيراً لإحدى الوزارات السيادية.. وانطلق المطربون الشعبيون يتغنون بأعمال أدهم الشرقاوى.. وأبرز كل ذلك الجهاز الإعلامى لثورة يوليو وغناها واحد من أشهر المطربين الشعبيين هو محمد رشدى.. وتنغم بها أيضاً العندليب عبدالحليم حافظ.

< فهل="" كان="" ذلك="" امتداداً="" لبحث="" الناس="" عن="" بطل="" شعبى..="" حتى="" إنهم="" مزجوا="" بين="" حكايات="" أدهم="" الشرقاوى="" وما="" جرى="" لفلاحى="" دنشواى="" وما="" جرى="" لهم="" أيام="" اللورد="" كرومر="" وبطش="" الاحتلال="">

ولا نغالى إن قلنا إن خط الصعيد الذى ظهر فى الأربعينيات وروع أهالى أسيوط وكل ما حولها.. وحول جبل درنكة الذى كان يطل على المدينة إلى قلعة حصينة لا تقترب منه السلطة إلا بكل حساب.. وكاد يتحول خط الصعيد «الأول» إلى أسطورة.. كما حدث مع حكايات أدهم الشرقاوى.

< وكاد="" السفاح="" محمود="" أمين="" سليمان="" الذى="" ظهر="" فى="" أول="" الستينيات="" أن="" يصبح="" -="" هو="" الآخر="" أسطورة="" -="" بسبب="" الأعمال="" التى="" قام="" بها="" وحتى="" تلك="" التى="" نسبها="" إليه="">

ومثل هؤلاء كثيرون.. والسبب هو أن الشعب دائماً ما يبحث عن بطل، حتى ولو لم يكن كذلك، لأن الشعوب زمان كانت تعانى من بطش الحكومات.

ورغم ذلك لا بد أن يعرف الناس الحقيقة.. وهذا هو دور الباحثين.. لنحسم: هل كان هؤلاء أبطالاً.. أم كانوا مجرمين؟

 

عباس الطرابيلى