رؤى
ما الذى يحدث فى قسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة كفر الشيخ؟، أين رئيس القسم، وعميد الكلية، ورئيس الجامعة؟، لماذا لم يتدخل أحدهم لوقف المهازل التى تقع بالقسم؟، هل صحيح أن كتب المرحوم د.محمد فتحى أستاذ اليونانية والمنطق بجامعة طنطا، طبع وتم بيعه للطلبة دون موافقة إخوته؟، وهل صحيح أن بعض أعضاء هيئة التدريس لم يحاضروا للطلبة سوى مرتين أو ثلاث طوال السنة؟.
بداية أشير إلى أن المرحوم د.محمد فتحى كان أستاذاً وصديقاً عزيزاً جداً على قلبى، وعرفته فى نهاية السبعينيات عندما كنت طالباً بكلية الآداب فى جامعة طنطا، كان آنذاك قد ناقش رسالة الماجستير، ربطتنى به آنذاك علاقة صداقة امتدت حتى وفاته، محمد فتحى ساعد العشرات من الشباب لكى يحصلوا على درجتى الماجستير والدكتوراه، أغلبهم بدأ طموحه من وظيفة الجليس، كان يخدمه فى المنزل، يقرأ له، ويطعمه، ويخدم على ضيوفه، محمد فتحى ساعد البعض فى التعيين بالكليات، وللأسف معظم هؤلاء تنكروا له، وبعضهم سرقه، واستغل عجزه عن الرؤية، وسرقوا الكثير من أمواله، ومن كتبه، وكان يعلم كل هذا، وكان يحكى لنا، وكان يتسامح لاحتياجه لهذا اللص فى خدمته.
محمد فتحى ساعد الكثير من تلاميذه فى بداية حياتهم الوظيفية، وضع أسماؤهم بجوار اسمه على أحد مؤلفاته، لكى يثبت مراكزهم، ولكى ويسترزقوا مادياً، ويجدوا مالاً يشترى به ملابس تليق بالوظيفة، كما كان البعض يقوم ببيع كتبه للطلبة دون أذنه أو علمه، وعندما يبلغ بالواقعة ويعود من استولى على كتابه، كان يستمع لمبرات يعلم أنها كاذبة، وكان يتسامح خوفاً على مستقبل من استولى على حقوقه المادية.
محمد فتحى الأستاذ الكفيف المتسامح مات ودفن فى مقبرة العائلة منذ شهور، ودفن معه فى مقبرته تسامحه وتنازله وخوفه على مستقبل تلاميذه، واليوم يوجد ورثة هم أشقاؤه، وهؤلاء الأشقاء لن يتسامحوا مع من يستولى على مؤلفات شقيقهم، ولن يتقبلوا اعتذارات واهية، والقضية ليست مادية فى المقام الأول، بل قضية أخلاقية، كيف تسمح لنفسك بالاستيلاء على حقوق من يقف اليوم أمام الله عز وجل؟، كيف سمحت لك أخلاقك وتربيتك بسرقة حق ليس حقك؟، ما الذى ستعلمه للطلبة؟، هل ستشجعهم على سرقة حقوق بعضهم البعض؟.
السؤال الذى يطرح نفسه: أين المسئولون فى القسم والكلية والجامعة؟، هل رئيس القسم يوافق ويشجع؟، هل يتقاسم مع عضو هيئة التدريس؟، وماذا عن عميد الكلية؟، كيف يسمح ببيع كتاب لأستاذ دون ان يقدم عضو هيئة التدريس موافقة الورثة؟.
عندما استفسرت عن قسم الفلسفة بكفر الشيخ، سمعت حكايات غريبة وعجيبة، غياب، وخناقات، وخلافات، واستيلاء على كتب الغير، أين المسئولون؟، الله اعلم.