هموم مصرية
أعتقد أن مباريات كأس الأمم الإفريقية فاتحة خير علينا.. وأننا بها سوف نعيد البهجة الى الملاعب التى عانت من طول الظلام.. ولم تبخل الدولة.. قدمت معجزة حقيقية لتلك العودة الشعبية للملاعب.. واستجاب الناس.. كل المصريين: الأطفال والصبية قبل النساء والرجال.. ربما شدتنا ظاهرة اللاعب الفرد: محمد صلاح.. وربما حاول مثله لاعب مثل تريزيجيه أو عبدالله السعيد.. وما درينا أنهم ـ وغيرهم ـ كانوا يلعبون من أجل أنفسهم.. أى تقديم أنفسهم للأندية الخارجية.. فى سوق الرقيق!
ولكن الفرحة لم تكد تتجاوز الدور الأول.. وهذه الملاعب التى لم تكن تجد فيها مقعداً واحداً لن ترى هذا الإقبال الشعبى مرة أخرى.. وبالتالى انتهى هذا المهرجان الكروى الذى كان مقدمة لعودة الجماهير الى الملاعب أو عودة الكرة الحقيقية إليها.. وكما كسر الفريق المصرى «نفوس» كل المصريين، فإن الدولة ـ مؤكد ـ سترفع يدها رغم كل ما أنفقته وبإسراف أحياناً في كل ما يتعلق بهذه البطولة.
< ونسينا="" ـ="" كلنا="" ـ="" كل="" ذلك="" والسبب="" فريق="" الانكشارية..="" ونسينا="" أننا="" لم="" نعد="" نملك="" فريقاً="" قومياً="" واحداً..="" منذ="" قضينا="" على="" كل="" نشاط ="" رياضى="" فى="" كل="" المدارس="" والجامعات..="" ومنذ="" أغلقنا="" مدارس="" الكرة="" ـ="" أيضاً="" ـ="" فى="" الأندية="" واكتفينا="" بأسلوب="" سرقة="" اللاعب="" الجيد="" من="" أى="" ناد="" يلعب="" له..="" ولهذا="" زاد="" عدد="" أبناء="" الدول="" العربية="" ـ ="" من="" شمال="" إفريقيا..="" ومن="" الدول="" الإفريقية="" أى="" اعتمدنا="" على="" الاستيراد..="" ولم="" نعد="" نرعى="" الجيد="" من="" أولادنا..="" ولذلك="" انخفض="" مستوى="" الولاء="" فى="" أى="" وكل="" نادٍ="" مصرى..="" وعندما="" يصبح="" اللاعب="" يباع="" ويشترى="" إذا="" أجاد..="" ينهار="" ولاؤه="" وانتماؤه="">
< وكانت="" مصانعنا="" أيضاً،="" مدارس="" لتفريخ="" اللاعبين..="" وهل="" ننسى="" هنا="" نوادى="" نشأت="" داخل="" هذه="" المواقع="" مثل="" الترسانة="" والترام="" والسكة="" الحديد،="" والمحلة="" وطنطا="" ودمياط="" وكانت="" فرقها="" تنافس="" على="" بطولة="" الدورى="" والكأس،="" وتنفق="" عليها="" كل="" المواقع..="" الآن="" أصبح="" معظم="" من="" يلعب="" فى="" النوادى="" المصرية="" ليسوا="" من="" أبناء="" الحرفة،="" بل="" من="" أسواق="" البيع="" والشراء..="" حتى="" فى="" النوادى="" التى="" تحمل="" أسماء="" هيئات="">
ولو أردتم إحياء كرة القدم الحقيقية، أعيدوا الرياضة للمدارس والجامعات وإلى المصانع والشركات الكبرى.. وحتى الشرطة.. وأعيدوا الإنفاق على النشاط الرياضى فى كل هذه المواقع.. فهى مواقع التفريخ الحقيقية التى تمون كل الألعاب بالمجيد من اللاعبين.
< وللأسف="" هذا="" الكلام="" يطول="" النوادى..="" التى="" كانت="" بها="" فرق="" للناشئين="" على="" ثلاثة="" أو="" أربعة="" مستويات..="" كلها="" تمثل="" رصيداً="" ـ="" من="" أبناء="" النادى="" ـ="" يمون="" الفريق="" الأول..="" ولا ="" نلجأ="" إلى="" الشراء="" من="" خارج="" النادى..="" وإذا="" فقدنا="" الولاء="" للنادى..="" فقدنا="" بالتالى="" الولاء="" للوطن..="" وما="" حكاية="" أهلاوى="" وزملكاوى="" إلا="" من="" هذا="" الوعاء="" حيث="" الولاء="">
الآن الولاء الأول لهؤلاء اللاعبين هو المال.. وكم يساوى الواحد منهم فى بورصة الملاعب.. أو بورصة الكرة؟!