عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انفضت اجتماعات قمة اوساكا الاقتصادية باليابان التى حضرها قادة مجموعة الـ 20 وهى واحدة من أكثر القمم التى شهدت انقسامات منذ سنوات، ورغم انه لم يتم الاتفاق على حلول جذرية للمشكلات الاقتصادية التى تواجه العالمين المتقدم والنامى، خاصة تلك المشكلات المثيرة للجدل مثل حرب التجارة بين واشنطن وبكين، والتوترات الجيوسياسية، وتغير المناخ إلا أننا نرى أن الميزة الرئيسية لقمة مجموعة الـ20 اللقاءات الثنائية التى تمت على هامش المؤتمر بين قادة الدول المشاركة، ونخص بالذكر اللقاء بين الرئيس الأمريكى دونالد ترمب والرئيس الروسى فلاديمير بوتين ورئيس وزراء اليابان شنتارو آبى وكذلك المشاركة الفعالة لمصر فى القمة وشكلت لقاءات الرئيس الامريكى ترمب مع نظيره الصينى «شى جينغ بينغ» أهمية خاصة، حيث توصل الجانبان إلى اتفاق يهدئ من حدة التوترات التجارية بين الدولتين وينصب على استئناف المفاوضات بينهما.

ووافقت واشنطن- حسب المصادر الصينية-على عدم فرض رسوم جمركية جديدة على صادرات بكين للولايات المتحدة، واعتقد أن هذا الإجراء يعد خطوة مهمة من شأنها أن تهدئ من حدة الصراع التجارى بين الدولتين، غير أن مثل هذه الاتفاقات التى يغلب عليها الطابع الدبلوماسى هى اتفاقات مؤقتة خاصة إذا وضعنا فى الحسبان سياسات الرئيس ترامب المتقلبة، ولاسيما إذا ركزنا فيما قاله عقب اتفاق التهدئة «إن بلاده لن تلغى العقوبات المفروضة حالياً على الصين على الأقل فى الوقت الراهن»، معنى هذا أنه يمكن فى لحظة ومن خلال إحدى «تويتاته» أن يتراجع عن تعهداته ونعود إلى المربع صفر فى إمكانية تجنب المواجهة بين الدولتين

ما يترتب عليه انزلاق الجانبين إلى التلاسن واستخدام خطاب تصعيدى يخلق حالة احتقان جديدة، الأمر الذى يجعل التهدئة أو دعونا نقول الهدنة بين الجانبين ستستمر على المدى القصير أو المنظور فقط، وأعتقد أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة- كما أوضحنا- تلتقى فى نقطة تماس مع مشكلات سياسية وجيوسياسية ما يعقد الموقف!

وكانت الصين قد حذرت أكثر من مرة آخرها على لسان وزير دفاعها «وى فنغ خه» أن المواجهة مع الولايات المتحدة ستكون لها عواقب وخيمة بالنسبة للعالم، خاصة إذا انتقلت من الحرب التجارية إلى التدخلات ذات الطابع السياسى.

وأكدت بكين «أنها لن تهاجم إلا إذا هوجمت» وحذرت من نتائج كارثية لأى اشتباك يقع فى المستقبل بين الصين والولايات المتحدة.

وفى التحليل الأخير، سيظل التفاوض بين الطرفين انجع وسيلة لرأب الصدع فى العلاقات الامريكية الصينية وهو ما أكد عليه الرئيس ترمب بقوله «سنواصل التفاوض»، رحبت الحكومة الصينية من جانبها بهذا التوجه الذى سيعطيها فرصة لمعالجة الخلافات مع واشنطن بآليات لا تؤثر على مصالحها وأمنها القومى بصفة خاصة فى بحر الصين الجنوبى، ومن مصلحة ترمب عدم نشوء مشكلات جديدة مع الصين أو غيرها، لأن ذلك سوف يؤثر على وضعه الانتخابى إذا أراد التجديد لولاية ثانية وحافظ على مقعده فى البيت الأبيض!