رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

فى كل مرة كنتُ أتكلم عن مشكلات الإعلام والمذيعات اللاتى يجلسن فى البيوت، كان يقفز إلى ذهنى فورًا اسم الإعلامية الرائعة منى سلمان.. مع أن «منى» لا تعتبر أن لديها مشكلة.. إذا منعوها من على الشاشة، ذهبت تدرس الإعلام لطلاب الجامعات، وإذا توقفت راحت تقدم حلقات خاصة على اليوتيوب.. آخرها ذكريات ومذكرات الإعلامى الأستاذ السيد الغضبان!

وهى فى كل ما تفعل، تريد أن تقول إنها ولدت إعلامية، وستبقى إعلامية، ولن تفعل شيئًا غير مهنة الإعلام.. فقد اشتغلت فى الجزيرة وماسبيرو.. واشتغلت فى بى بى سى، ودريم وغيرها.. وهى تظل تعمل ما دام ذلك يتفق مع قناعاتها الوطنية والمهنية.. إنها «بنت الغلابة» كما قالت عن نفسها.. وربما كانت هذه هى مشكلة من يعمل فى المجال بلا ظهر ولا سند ولا جاه!

هكذا كانت لها «طلة» وما زالت بالطبع.. وهى إعلامية بمواصفات مصرية حقيقية.. لا تشعر بأنها تتعالى على جمهورها أبداً.. إنما تحس أنها تتسلل إلى داخلك بنعومة ووقار واحترام.. وحين ضاقت بها الدنيا الآن، راحت تقدم حلقات عن «ذكريات الغضبان» فى الإذاعة، والغضبان واحد من جيل الكبار والرواد، وما زالت ذاكرته حديدية، ويتذكر الأشياء «كأنها» تحدث الآن!

وقصتى هنا هى غياب الإعلامية نفسها.. أما «الغضبان» فسوف تجدون ما قاله بين أيديكم.. يبقى السؤال: لماذا نترك أمثال منى سلمان، لتبدأ من جديد؟.. ولماذا لا نستفيد بها، مع أن مواقفها الوطنية لا تحتاج إلى أى إثبات؟.. وحين تحدثت إلى مسئول رفيع عن غياب المذيعات «المحترفات» كانتهى واحدة من بينهن، إن لم تكن الأولى، بينما هناك من لا يصلحون أصلاً!

فهل نحن لا نفضل المذيعة المثقفة المتمكنة؟.. وهل نريد المذيعة البلهاء، ذلك أفضل؟.. للأسف نحن نخسر كوادرنا المدربة، كما نخسر كنوزنا الإعلامية.. وحين ترى منى سلمان فى حلقات الغضبان سوف تشعر بالغبن طبعاً.. فهذه مذيعة تعمل بإمكانيات فقيرة للغاية.. تأملوا كيف تتحدث وكيف تحتشد للقاء ضيفها.. لكنها تؤمن بأن كل التفاصيل مسئوليتها فى النهاية!

فلقد بدت منى سلمان فى أولى حلقاتها مذيعة تحترم عملها.. تسأل وتحاور وتوجه الاتهامات للضيف أحياناً.. استعدت بأسئلة مكتوبة.. ما يدل على أنها ذاكرت موضوعها.. ولكل هذا أطالبها أن تستمر.. أولًا لأن جمهورها يبحث عنها، خاصة أنها تركت فراغًا كبيراً.. ثانيًا لأنها لا تقدم كلامًا تافهاً بعيداً عن الموضوع.. إنما تناقش قضايا ما زال لها بريقها حتى الآن!

وباختصار، ما زالت أراهن أن يعود جيل منى سلمان للشاشة، فى إطار رغبة حقيقية لتطوير الإعلام.. وما زلت أراهن بقوة على من يديرون ملف الإعلام.. فالإعلام هو جيش مصر الثانى.. وهو سلاحها القوى حين تحتاج إلى سلاح.. فلا يصح أن نواجه معاركنا الكبرى بأسلحة فاسدة!