رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

هموم مصرية

ليس هذا من اكتشافى.. بل هى حقيقة مؤكدة! إذ عرف الفاطميون مدى تعلق المصريين بآل البيت.. وبما أن جدتهم هى فاطمة الزهراء.. فلماذا لا تكون سندهم فى الوصول إلى حكم مصر.. ثم البقاء فيها هذه المدة!!

ولأن المصريين يعشقون الحلوى.. فلتكن الحلوى إلى طريق الفاطميين للتربع على عرش مصر، بل واتخاذها قاعدة لحكم من حولها حتى شمال سوريا والجزيرة العربية نفسها.. ولذلك أكثروا من المناسبات الدينية وزادوا من مظاهر الكرم، وإغراء المصريين وإغراقهم فى الاحتفالات، وإذا  كانت مصر قد عرفت قبلهم الاحتفال مثلا بعيد وفاء النيل.. بل والاحتفال بمولد كل من جاء مصر وعاش فيها.. فى احتفالات لتستمر أياما وأياما!!

< ولكن="" الفاطميين="" أضافوا="" الكثير="" من="" الاحتفالات="" إلى="" ما="" كان="" موجودا،="" وإذا="" كان="" المصريون="" عرفوا="" موائد="" الرحمن="" قبل="" مجىء="" الفاطميين="" إلى="" مصر="" إلا="" أن="" هذه="" زادت..="" وطالت="" وتعددت="" وكانت="" من="" أهم="" الإدارات="" التى="" عرفتها="" البلاد..="" ومنها="" أيضا="" دار="" الفطرة..="" والفطرة="" هى="" النقل="" بضم="" النون="" أى="" المكسرات:="" عين="" جمل="" وبندق="" ولوز="" وفستق..="" وأيضا="" الكعك="" وتوابعه..="" وبالغ="" الفاطميون="" فى="" كل="" ذلك،="" وفى="">

بل إن الخليفة الفاطمى كان يقوم بنفسه بذبح الأبقار والخراف وإعداد لحومها للموائد وأيضا توزيعها على كبار الموظفين وصغارهم، وكان مسموحا لمن يأكل فى هذه الموائد.. أن يحمل منها لأولاده كذلك.

< وربما="" كان="" الفاطميون="" هم="" الذين="" ابتدعوا="" توزيع="" الهدايا..="" وفى="" مقدمتها="" الملابس="" على="" كبار="" المسئولين..="" وعلى="" أسرهم="" كذلك،="" فهل="" كان="" ذلك="" من="" أجل="" أن="" يحصلوا="" على="" ولاء="" المصريين،="" وليس="" فقط="" كبار="">

وإذا تعمقنا فى نشأة معظم الاحتفالات نجدها تبدأ من الحكم الفاطمى لمصر، فهل تغير ذلك عما لجأ إليه الإخوان المسلمون وغيرهم ليحصلوا على انتماء المصريين لهم فى العصر الحديث.. أليس ذلك امتدادا لاستغلال البعض لعشق المصريين لآل البيت؟.. أنا نفسى أرى أن الإخوان ساروا على نفس النهج لكى يدخلوا قلوب الناس.. وبالذات فى القرى والمناطق الأكثر فقرا وما «كراتين رمضان» التى تحوى الأرز والزيت والمكرونة والسمن والصلصة، إلا إحياء لأسلوب الفاطميين للسيطرة على عقول الناس.. بعد أن يدخلوا بطونهم.

< ويبدو="" أن="" الفاطميين="" هم="" «ملوك="" الإسلام»="" السياسى..="" قديما="" وهم="" أجداد="" الإخوان="" فى="" العصر="" الحديث..="" أى="" الدخول="" إلى="" عقول="" الناس..="" من="" خلال="" بطونهم..="" وإذا="" كان="" الفاطميون="" استخدموا="" ذلك="" وهم="" فى="" الحكم..="" فإن="" الإخوان="" استخدموه="" ليصلوا="" إلى="" مقاعد="">

والمعروف أن أحدا لم يأسف أو يعترض على قرار صلاح الدين الأيوبى للقضاء على الحكم الفاطمى لمصر.. تماما  كما ابتهج المصريون لإسقاط حكم الإخوان فى مصر.. بل كان الشعب نفسه مدعما بجيشه هو الذى أسقط حكم الإخوان مع القيادة الواعية التى تمثلت فى الرئيس السيسى.