عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

من خلال مكتبة الولد الشقى السعدنى الكبير طيب الله ثراه اكتشفت كتاباً عبقرياً موسوعياً لا مثيل له لكاتب اسمه وول ديورانت هذا الكتاب عدد أجزائه لا حصر لها تعدى الـ45 جزءا من خلاله وعبر «3 سنوات كاملة طفت بالمعمورة وأسعدنى وصف وول ديورنات للحضارة وتشبيهه لها بأنها عبارة عن بحيرة راكدة قام أحدهم بإلقاء حجر فيها فتحرك الماء وأحدث دوامات تنقل الحركة دوامة وراء دوامة وأما أول دوامة فى تاريخ الحضارة الانسانية فهى الحضارة المصرية العظيمة.. وفى عصر النهضة وعلى عكس ما هو متعارف عليه فإن عاصمة النور والضياء والفن والهندسة هى  روما وليست باريس، ذلك لأن ملوك فرنسا تباروا فى شراء كل النفائس التى أنتجها عباقرة عصر النهضة فى إيطاليا وفى روما أسعدنى بشكل خاص أن يكون لمصر أكاديمية الفنون فى أحد أهم البقع المخملية بالعاصمة الايطالية وبالطبع يعود الفضل فى الحصول على هذه الأرض للأسرة العلوية.. وبالفعل حدث تبادل للأراضى بين مصر وايطاليا فقد حصلنا على هذه القطعة فى منطقة حدائق بور جيرى بوادى جوليا.. مقابل حصول ايطاليا على قطعة أرض تكون مقراً لمعهد دراسة الحفريات.. وبالفعل بدأ العمل حتى انتهى البناء فى العام 1947 وتم تعيين الفنان محمد ناجى من قبل حكومة الملك مديراً رسمياً للأكاديمية الملكية.

وظل الحال على ما هو عليه حتى عهد حسنى مبارك لم يطرأ على هذا البناء أى تغيير أو تعديل أو ترميم الا عندما تولى أمر وزارة الثقافة فى مصر السيد فاروق حسنى وهو بالمناسبة لم يسع الى منصب الوزير فقد حدث أن قرار تعيينه واكب عرضاً لأحد البنوك الكبرى برعاية المعرض الذى كان ينقل فاروق حسنى الى العالمية فى وقت قصير للغاية ولكن الرجل مع الضغوط قرر ان يقبل المنصب المحلى وأن يواصل سعيه  نحو العالمية وقد كان بالفعل حقق الانتشار والذيوع خارج حدود الوطن واقول ان الحال الذى أصبح عليه الوضع فى الأكاديمية صعب للغاية وعليه فقد قرر الوزير الفنان أن يبدل الأحوال، ذلك لان الموقع الموجود فيه المكان شديد الرقى تزينه أبنية مماثلة ولكنها تحولت إلى قطع فنية زادت المكان جمالاً، وظلت الاكاديمية وحدها تعاند الزمن وتقاوم التطور وتبتعد عن كل أسباب الجمال.. وبالطبع وقبل أن يتولى الوزير الفنان منصبه الوزارى كان أحد هؤلاء النجباء الذين تولوا أمر الأكاديمية ولعله ارتفع بالأداء الى أعلى مستوى وجعل من المكان منارة ثقافية، حيث استضاف كل فنانى مصر فى مختلف الفنون.. الرسم والنحت والموسيقى والأدب والثقافة.. وكان هذا الفنان الذى واكب الثورة الثقافية التى شهدتها حقبة الستينيات أيام خالد الذكر جمال عبدالناصر وبقيادة الوزير ثروت عكاشة.. حيث تولى قصر ثقافة الأنفوشى فى الاسكندرية وعمل تحت قيادة الكاتب الكبير الفنان سعد كامل.. أقول.. كان فاروق حسنى.. قد اكتسب الخبرة وعليه أصبح وجوده مختلفاً فى هذا المكان.. وعندما أمسك بزمام الثقافة فى بلادنا واصبحت الظروف موائمة للتغيير قرر أن يهدم المبنى القديم وان يقيم صرحاً يليق به أن يكون إطلالة لمصر قلب احدى أهم مدن أوروبا الثقافية.. وبالفعل استدعى الوزير مجموعة من أفضل بيوت الخبرة فى هذا المجال واستقر الرأى على أن يتولى مهندس مصرى عملية إنشاء وتطوير المبنى هو المهندس حاتم السعيد وتحول الحلم الى حقيقة فإذا بهذه التحفة الفنية الرائعة تصبح احدى العلامات المبهرة وتقديراً لهذا الجهد الخارق والذوق الفنى الرفيع جاء الرئيس المصرى فى ذلك الوقت حسنى مبارك ومعه رئيس الوزراء الايطالى الأشهر فى ذلك الزمان سيلفيو برلسكونى وبحضور الفنان الوزير فاروق حسنى ليفتتحوا جميعاً بقعة للفن والثقافة احتوت على أعمال فنية مصرية ما بين لوحات ونحت وآثار أدهشت الحضور وهم يستعرضون عظمة مصر عبر العصور.. ولعلنى أكتب ما أكتبه اليوم.. وليس دعاية ولا إعلانا لهذا المكان ولا للإشادة بالوزير فاروق حسنى.. ولكن اكتب من اجل التاريخ الذى ينبغى أن يظل كما هو بلا أى تغيير.. فقد حدث ان رفع احدهم والحق أقول لا أعرف اسمه ولا فصله ولا رسمه.. ولكن هذا الأمر رفع اللوحة التذكارية التى خلدت هذا الإنجاز الأروع لمصر فى عاصمة أوروبية وهذا أمر غير محمود.. فمن حق مبارك وفاروق حسنى أن يذكر لهما الفضل فيما بلغه هذا الصرح الثقافى التنويرى فى روما ومن هنا أخاطب الصديقة العزيزة الفنانة ايناس عبدالدايم وأنا أعلم تمام العلم أنها سيدة فاضلة تحترم كل من سبقوها وأجزم أنها لا تعلم شيئاً عما حدث فى هذا المكان ذلك لأن ما جرى حدث بعد ثورة 25 يناير وأصبح الفاعل مجهولاً.. ولكن الذى ليس مجهولاً هو من أخذ القرار ومن قام بالبناء ومن وافق على الأمر ومن أعطى الإذن ومن افتتح المكان.

سيدتى الفاضلة ايناس عبدالدايم هذا حال مقلوب.. أعلم تمام العلم أن الأمر سيستولى على اهتمامك ومتابعتك حتى تستقيم الأمور.

أجبرتنى ظروف خارجة عن إرادتى لسماع مباراة الزمالك والانتاج الحربى عبر موجات الاذاعة والحق أقول ان اختيار المعلقين أصبح شبيها بالطابور فكل السادة المعلقين يقفون بالدور «على صاحب الدور أن يقوم بالعملية ولا عزاء للسادة المستمعين.. هذا الأفندى الذى جاء الدور عليه.. قال بالحرف الواحد.. ايه ده.. الله.. الله لا لا لا.. يا كهربا.. ده النبى قبل الهدية يا شيخ.. ازاى كده.

وأنا أستحلف سعادة الباشا المسئول عن أمر الاذاعة فى بلادنا أستحلفك برأس جدك الكبير هل يرضيك يا عمنا أن يكون مثل هذا التعليق عبر الاذاعة المصرية مسموحاً به ومرضيا عنه بالتأكيد الأمر فيه حاجة غلط.. بل أشياء كثيرة.. فما دخل الهدية التى قبلها النبى صلى الله عليه وسلم بالأخ كهربا الذى جاءته تمريرة مقشرة قلشها وهو أمر طبيعى ولكن الذى غير طبيعى ولا مقبول هو ان يشبه ما جرى بقبول رسول الله بالهدية.

انا لا أعرف لهذا الأخ اسماً وان كنت أحفظ بل اتحفظ على كل ما جاء على لسانه واخترق الاذان وأصابنا بالملل والضجر والغضب.. وأسأل: هل هناك لجان للاستماع بالإذاعة أم أن الأمر اصبح سبهللة.. أى حد معدى تحت الاذاعة يستطيع أن يصعد الى الاستوديو ويمسك بالميكروفون ويمارس عليه التعليق فى خلق الله.. وهى إيه الحكاية يا اخوانا ما تفهمونا؟!