احوالنا
بينما كنا نتجرع موسما دراميا اعتبره الجمهور ومعهم النقاد الاسوأ فى السنوات التى تعيها الذاكرة، خرجت علينا الهيئة الوطنية للاعلام، بعد طول غياب، بخبرين بالغى الاهمية. تضمن الخبر الاول الاعلان عن اطلاق قناة رياضية جديدة بمسمى ( تايم سبورت ) وانها سوف تبث مباريات بطولة كاس الامم الافريقية على البث الارضى الرقمي. وافادت الانباء بان القناة ستكون متاحة على اجهزة التليفزيون الارضى عبر تردد UHF كما تبث القناة عبر قمر نايلسات الصناعي.
وبغض النظر عن مسمى القناة الاجنبى الذى لا اجد له مبررا الا اذا اخذنا بما جاء فى احد الاعلانات بان الاسم العربى غير جذاب، فان اطلاق هذه القناة يثير العديد من الاسئلة التى كانت تستحق عقد مؤتمر صحفى للتعريف بالقناة الجديدة والهدف من اطلاقها والاسباب التى دعت الى الدخول فى شراكة مع اعلام المصريين لاطلاق القناة، وما هو دور كل شريك ونسبة كل منهما فى القناة. ويأتى بالطبع فى المقدمة سؤال لماذا اطلاق قناة جديدة من الهيئة التى تعانى من تخمة القنوات ؟ اسئلة عديدة تتطلب اجابات نرجو ان تلقى عليها الهيئة الوطنية للاعلام المزيد من الاضواء ولكن لابد من ان نشيد بالدور الذى ستقوم به هذه القناة فى بث الاحداث الرياضية ارضيا وفى مقدمتها بطولة كأس الامم الافريقية التى باتت على الابواب خاصة واننا كنا نهدر لسنوات عديدة حق جماهيرنا فى الحصول على البث الارضى للعديد من المباريات التى تقام فى مصر. لقد جرى اهمال البث الارضى واحتقار شأنه مقابل البث الفضائي. ولكن هاهو البث الارضى يستعيد مكانته فى معظم دول العالم بعد ان تحول الى الارسال الرقمى واصبح يبث بجودة عالية تفوق احيانا البث الفضائي. ولذا نرجو ان يكون مشروع القناة الجديدة حافزا على تحويل الارسال الارضى فى مصر الى ارسال رقمى بما يستتبعه ذلك من نشر اجهزة الاستقبال اللازمة لذلك.
اما الخبر الآخر الذى لايقل اهمية عن الخبر الاول فهو توقيع بروتوكول جديد بين الهيئة الوطنية للاعلام والشركة المتحدة للخدمات الاعلامية المالكة لمجموعة اعلام المصريين ومجموعة ديميديا الاعلامية. ويقضى البروتوكول باتاحة المحتوى التلفزيونى المصرى الذى تملك الهيئة حقوقه الرقمية للعرض على المنصة الرقمية الجديدة Watch iT حصريا. وقد اثار هذا الخبر العديد من ردود الفعل الغاضبة، نظرا لما يخشاه البعض من ضياع تراث التليفزيون المصرى الذى يمثل ثروة ثقافية غالية يعتز بها كل المصريين. وربما كان ذلك ما حفز مسئولى الهيئة الى التأكيد على ان هذا الاتفاق يهدف الى حماية حقوق المحتوى الاعلامى المصرى كما انه سيتم تقديم المحتوى باستخدام تقنيات حديثة تناسب تغير طرق تلقى المحتوى عالميا وتعظم عوائده.
ومن بين الاسئلة الكثيرة المثارة حول هذا الموضوع سؤال حول اسباب عدم قيام الهيئة القومية للاعلام بادارة منصة رقمية خاصة بها تعرض عليها ما تملكه من محتوي. ويستتبع ذلك العديد من الاسئلة التى تدور حول بنود العقد الموقع بين الكيانين. ان اجابة هذه الاسئلة وغيرها كفيلة بطمأنة الجميع على الحفاظ على تراث ماسبيرو الذى كان مهددا بالضياع نتيجة الاهمال اكثر من اى سبب آخر. وارجو ان يلتفت القائمون على امر هذا المشروع الى الكميات الهائلة من الاشرطة القديمة المسجلة على ٢ بوصة وبوصة واحدة فهى تحوى كنوزا استعادت الزميلة الراحلة سهير الاتربى جانبا منها فى مشروع كانت تشرف عليه بمعاونة الزميل ماهر الحمزاوي، ولكن ظل معظمها رهن الاهمال.