رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

أجواء أسطورية عاشتها اليابان، حيث شهد المقر الإمبراطورى فى العاصمة طوكيو حدثا هاما لم يحدث له مثيل منذ ما يزيد على مائتى عام، بتنازل جلالة الإمبراطور اكيهيتو عن عرش البلاد، وتولى ابنه الامير ناروهيتو مقاليد الحكم. وعالم الأساطير ليس غريبا عن اليابان، ولا عن هذه العائلة الامبراطورية التى تضرب بجذورها الى ما قبل التاريخ المدون لميلاد السيد المسيح بمئات السنين. تقول  الاسطورة ان اليابان نشأت نتيجة زواج اثنين من الالهة ايزاناكى وشقيقته ايزانامى عندما وقفا على جسر السماء العائم، وقذفا فى المحيط برمح مرصع بالجواهر، ثم رفعاه الى السماء فتقطرت من الرمح قطرات اصبحت جزر اليابان المقدسة. ومن نسل ايزاناكى وايزانامى جاء اليابانيون. وتمضى الاسطورة الى القول ان الهة الشمس  (اماتيراسو) ولدت من عين ايزانامي، ومن حفيدها (ننيجى) نشأت سلسلة مقدسة هم اباطرة اليابان الذين يحكمون البلاد منذ ذلك الوقت وحتى اليوم.

وبعيدا عن الاساطير وما تنطوى عليه من خرافات، فإن الحقائق تقول ان العائلة الامبراطورية اليابانية هى اقدم العائلات الملكية فى العالم. وقد حافظت على تقاليدها الامبراطورية التى توارثتها جيلا بعد جيل رغم فقدها لمقاليد الحكم فترة طويلة حكمت فيها سلسلة من الجماعات المسلحة المعروفة باسم الشوجونات واخرهم  عائلة التوكاجاوا،  من مدينة ايدو، وهو الاسم الذى كانت تعرف به طوكيو،  بينما قبع اباطرة اليابان فى العاصمة القديمة (كيوتو) الى ان تولى الامبراطور ميجى مقاليد الحكم عام 1867 منهيا بذلك عصر الشوجونات ومؤذنا بدخول اليابان العصر الحديث. كان عصر ميجى اشبه ما يكون بثورة مكتملة الاركان، حيث بدأت نهضة البلاد بإدخال نظم حديثة للتعليم والقضاء على الأمية وبناء جيش قوى وتطوير الزراعة والصناعة واللحاق بركب الدول المتقدمة عن طريق الاستعانة بالخبراء الاجانب من كل ارجاء المعمورة، وايفاد المبعوثين اليابانيين الى الجامعات الكبرى فى اوروبا والولايات المتحدة الامريكية.. ومع مطلع القرن العشرين كانت اليابان قد احتلت مكانها اللائق بين دول العالم المتقدم، كما اشتبكت فى حروب خارجية احتلت فيها اجزاء من كوريا والصين وانتصرت على روسيا. واستمرت اليابان فى تحقيق الانتصارات حتى زمن الامبراطور هيروهيتو حفيد الامبراطور ميجى، حيث تحالفت اليابان مع دول المحور المانيا وايطاليا فى الحرب العالمية الثانية، ومنيت اليابان بالهزيمة مع حلفائها، وتعين على الامبراطور اتخاذ قرار مصيرى بقبول اعلان بوتسدام بإنهاء كل الاعمال العسكرية والاستسلام التام بدون اية شروط. وفى المجلس الاعلى للدولة برئاسة الامبراطور جرى عرض الوضع فى ظل انقسام الرأى بين الصقور الاعلى صوتا والحمائم اصحاب الصوت الخافت وعلى رأسهم وزير الخارجية. وفاجأ الامبراطور الجميع بقوله انه يتعين علينا ان نتحمل ما لا يمكن تحمله مفضلا الاستسلام وانهاء معاناة الشعب من الحرب على اى مزايدات فارغة، خاصة بعد استخدام امريكا القنابل النووية فى ضرب هيروشيما وناجازاكي.

كان قرار الامبراطور هيروهيتو القبول بالاستسلام والموافقة على دستور  جديد ينزع عن الامبراطور اى شكل من اشكال القداسة التى كان يتمتع بها ويحرمه من الاشتغال بالسياسة، نقطة فاصلة فى اعادة بناء اليابان.

وانطلاقتها الحديثة التى مكنتها من احتلال المرتبة الثالثة اقتصاديا بين دول العالم. وفى احتفال قصير اعتلى حفيده ناروهيتو عرش اليابان بعد ان تسلم الشارات الامبراطورية المقدسة وهى سيف ومرآة وجوهرة. وفى كلمته قال الامبراطور الجديد انه سوف يضطلع بمسئوليته كرمز للدولة ووحدة شعب اليابان. تهانينا القلبية للإمبراطور ناروهيتو ونرجو ان تحقق فترته شعارها المعلن (التناغم الجميل) لكل الشعوب.