رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

حدث توظيف لثورات الربيع العربى من اجل بث الفرقة بين الشعب الواحد بزرع جماعات وتنظيمات متطرفة فى الأرض العربية وكانت العراق وسوريا المثل الواضح على ذلك لكن المثل الأوضح اليوم فى ليبيا وفى الجزائر يوجد حراك شعبى ينادى بالتغيير مثله مثل الحراك الموجود فى السودان وهو فى حد ذاته تطور إيجابى غير أنه لم يتمكن حتى الآن من تقديم بدائل سياسية تترجم عملية التغيير إلى مشروع وطنى يحقق الاستقرار سواء للشعب الجزائرى أو الشعب السودانى مع الفارق أن المؤسسة العسكرية السودانية كان لها اليد الطولى فى تنفيذ عملية التغيير لكن عقدة «العسكرة» ظلت هاجسا يسيطر على الشارع السودانى ما يتطلب التخلص من هذه العقدة والاستفادة من كون المؤسسة العسكرية دائما الأكثر تنظيما وانضباطا ووطنية فى أى دولة متحضرة على أى حال جعلت هذه العقدة الأزمة فى الجزائر أو السودان تدور فى حلقة مفرغة.

ونسلم فى الوقت نفسه أن جميع الأزمات العربية تمتلك كل منها قدرا من الخصوصية بالنظر إلى الوضع الحالى فى ليبيا نجد أن الحراك الشعبى منقسم على نفسه بين حكومة السراج المدعومة « خارجيا» ومقرها طرابلس ومعتمدة على الميليشيات المسلحة وجيش ليبيا الوطنى القادم من الشرق الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر والمدعوم من كثير من الدول العربية، لأنه يدعو إلى استقرار ووحدة الأراضى الليبية اما خصوصية الوضع فى الجزائر فتتمثل فى أن الحراك الشعبى فقد الثقة فى كل رموز عهد بوتفليقة ما يجعل المرحلة الانتقالية صعبة للغاية فى حين يفتقد الحراك السودانى القدرة على تقديم الحل لإقامة حكم مدنى.

وكان من المفترض أن تجد الأزمات العربية حلولها بمعرفة التنظيم الإقليمى العربى وهو جامعة الدول العربية غير أن الجامعة اليوم أراها من الضعف بحيث تصبح عاجزة عن مواجهة «تسونامى» الأزمات العربية سواء القديمة والجديدة ويصبح البديل العقلانى هو البحث عن جامعة أخرى أو اتحاد عربى جديد من حيث الشكل والمضمون لديه القدرة على التعاطى مع المشكلات العربية ومواجهة مخطط التفتيت وانه لا سبيل إلى تجاوز حالة الضعف العربى إلا بإنشاء وتفعيل ثلاثة اتحادات عربية، بالإضافة لمجلس التعاون الخليجى القائم فعلا ويمكن فى مجموعها أن تكون نواة الجامعة العربية الجديدة وهى اتحاد الدول العربية بشمال افريقيا ويضم مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا واتحاد الدول العربية المطلة على البحر الأحمر ويشمل السعودية ومصر والاردن والسودان واليمن وجيبوتى والصومال ويمكن أن تنضم له جزر القمر واتحاد الدول العربية شرق البحر المتوسط ويضم الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق.

لو عمل كل تكتل وفق مصالحه القومية وسعى لاحتواء ازمات اعضائه وكون نسيجا متناغما فى ظل تنظيم اقليمى جديد فاعل له مصالح عليا مشتركة تحت مسمى «اتحاد الدول العربية» لأمكننا عبور عنق الزجاجة وتخطينا تسونامى الأزمات فى عالمنا العربى بسلام وقد يكون كل ما ذكرته من باب الحلم العربى عندما نتأمل احوالنا بعمق، لكنه قد يكون بداية المشروع العربى المنتظر لمواجهة المشروع الصهيونى الذى لا يخفى على أحد وتلك قضية أخرى!