عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

يستطرد الثعلب ألفريد صديق العرب المزعوم قائلًا:

المنحدر المنزلق:

انحدار إسرائيل على المنزلق نحو ضياع حل الدولتين ليس طريقاً فى اتجاه واحد، ليس هناك شىء يبدو غير ممكن الرجوع فيه فى الصراع العربى الإسرائيلى، لعلنا نذكر أنه بعد توقيع اتفاق أوسلو فى سبتمبر سنة 1993 فإن كثيرًا من اللاعبين المهمين على الساحة وكذا المراقبون قالوا إن عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية للحل على أساس دولتين قد أصبحت لا عودة فيها، وقد حذر فى تحديد أن خطاً أحمر من الجغرافيا والديموجرافيا والعداء والسياسة وغيبة القيادة يبدو حل الدولتين وراءهما أصبح أمراً لا رجعة عنه، وقطعاً فإن أغلبية الرأى العام على الجانبين لم تيأس بعد من الفكرة.

ولكن ما لم يُظهر الإسرائيليون مقدرة سياسية على العودة عن سياسة الاستيطان وما لم يثبت الفلسطينيون قدرتهم على إيقاف العنف واحترام الطبيعة اليهودية لدولة إسرائيل، وما لم يصل الطرفان لعلاقات أفضل بينهما، فإن حل الدولتين سيبدو من منظور تاريخى كمرحلة قصيرة جدًا فى الصراع المأساوى الفلسطينى الإسرائيلى رغم تأييد معظم الفلسطينيين والإسرائيليين له، وبمجرد تحريكه من اجندة العلاقة بينهما، فإن رأى الطرفين سيكون مظلماً فى الواقع.

إن المنحدر المنزلق محتمل أن يصبح، وقد أصبح فعلاً من بعض النواحى يبدو كشىء مثل هذه الصورة:

بينما تضيع فرص حل الدولتين فإن الفلسطينيين الذين يعيشون بين البحر المتوسط ونهر الأردن والذين يتحولون الآن لأغلبية تزداد حجماً سينادون بإقامة دولة واحدة ديمقراطية «صوت واحد لكل مواطن»، وعند نقطة معينة ستلغى منظمة فتح رسمياً قرارها الصادر سنة 1988 بقبول قرار الأمم المتحدة رقم 181 بإقامة دولتين سنة 1947 وستقوم بحل السلطة الفلسطينية وتلجأ إلى المطالبة علناً بدولة واحدة.

سترفض أغلبية ساحقة من يهود إسرائيل هذا الخيار، حيث إنه سيعنى نهاية الحلم الصهيونى الذى يوحّد بينهم، وحتى معظم الأقلية المعادية للصهيونية من اليهود المكونة أساساً من اليهود الأرثوذوكس المتطرفين لن تكون لهم ثقة فى أن الأغلبية الفلسطينية ستحافظ لهم على حقوقهم كأقلية.

وهنا يتعين ملاحظة أنه ليس سهلاً على منظمة فتح حل السلطة الفلسطينية نظرًا للمصالح الراسخة «مرتبات أكثر من مائة ألف موظف بالحكومة وأجهزة الأمن وكذا مناصب القوة والنفوذ»، فهذه الخطوة احتلال كامل جديد من جانب إسرائيل وبدأ صراع قد يستمر حقبات طويلة من جديد ليس بالضرورة أن ينجح، فلن تأخذ الأمر ببساطة.

لقد بدأت أغلبية الرأى العام الإسرائيلى فعلاً فى مواجهة هذا التهديد عن طريق اتخاذ اقتراحات أخرى: الانسحاب من الأرض الجبلية كثيفة السكان فى قلب الضفة الغربية ومن قطاع غزة وتفكيك المستوطنات به وخلق حدود آمنة كأمر واقع، أما المستوطنون واليمين المتطرف فيرفضون هذا الاقتراح ويهددون بالعصيان المدنى.

وإذا حكمنا على أساس ماضيهم السياسى للآن ولحيويتهم فإن المستوطنين قد يردعون الأغلبية، وعندما تصبح الأغلبية الإسرائيلية خائفة بما يكفى لتأييد خطوات أحادية بدلاً من مجرد «التصويت» للاقتراح فى الانتخابات، فإن المعارضة من جانب المستوطنين ستصبح أكثر قوة.

وفى أحسن الأحوال فإن المستوطنين واليمين المتطرف قد يوافقون على التساهل مع الأغلبية ويوافقون على تقسيم من جانب واحد قد يعنى إزالة بعض المستوطنات ولكن سيحاولون إجبار الفلسطينيين لقبول نظام من الحكم الذاتى لكانتونات محاطة بأسوار «أمنية» وبباقى المستوطنات.

وإلى الحلقة التالية.

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد