رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نقطة ساخنة

فى عهود الفساد والإفساد والفوضى المنظمة.. كانت الدولة كعادتها مع كل انتخابات أو استفتاءات، تسمح بإمداد العشوائيات بالمياه والكهرباء والصرف الصحى.. لكى يمنح الناخبون فى هذه المناطق العشوائية أصواتهم للحزب الوطنى.. حتى أصبحت هذه السياسة الفاسدة أمرا واقعا نعيشه.. وأصبحت العشوائيات والتعديات والمخالفات واقعا يحاصر، ليس آثارنا فقط..بل يحاصر كل حياتنا وسلوكنا وقراراتنا وكل شىء نعيشه!!

ونزلة السمان مثلها مثل مناطق كثيرة وعديدة فى طول مصر وعرضها.. عانت سنوات طويلة من الاعمال والفوضى وصلت إلى حد الجريمة تحت سمع وبصر جميع المسئولين فى الدولة وعلى رأسهم رأس السلطة منذ 60 عامًا كاملة، وظلت المبانى العشوائية والقبيحة تزحف يومًا بعد يوم حتى اقتربت من تمثال «أبوالهول» وحاصرته وكادت تخنقه.. ومع غياب الدولة وقعت نزلة السمان فى أيدى عصابات متخصصة فى تجارة الآثار وتجارة العملة، حتى أصبح لهؤلاء نفوذ قوى فى الدولة!!

مسئول واحد فقط ثار ضد هذه الجريمة، وقال سوف أهدم هذه المبانى العشوائية القبيحة لتعديها على حرم أهم أثر على وجه الأرض، الأهرامات وأبوالهول.. إنه العالم الأثرى الشهير الدكتور زاهى حواس.. وكان وقتها يشغل منصب مدير المنطقة الأثرية بالأهرامات وذلك فى نهاية الثمانينيات من القرن الماضى.. لكن الفساد كان أقوى منه.. دبروا له مكيدة.. حيث قامت العصابة بإسقاط حجر من كتف أبوالهول.. واتهموا الدكتور حواس بإسقاطها.. وقتها قامت الدنيا ولم تقعد.. كل صحف العالم وقنواتها التليفزيونية تابعت الحدث الخطير.. وعلى أثر هذه الأزمة أصيب د. حواس بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى مستشفى الهرم.. ومكث بها عدة أسابيع حتى استرد عافيته.. ولم تكتف العصابة بذلك، بل واصلوا ضغوطهم حتى تمت الإطاحة بالدكتور زاهى حواس، ونقله من منطقة الأهرامات، ليصبح مديرًا للمنطقة الأثرية بالقليوبية (!!).. وكنت وقتها شاهدًا على تلك الأحداث من بدايتها إلى نهايتها.. حيث أجريت عدة تحقيقات حول المخطط الإجرامى لإسقاط حجر من كتف أبوالهول انتقامًا من الدكتور حواس لتجرئه على إزالة العشوائيات التى حاصرت تمثال أبوالهول والتعديات على حرم المنطقة الأثرية ووقف الزحف العشوائى.. أنا أيضًا تعرضت للتهديد بالقتل إذا واصلت كشف الحقائق.

أيضًا العظيمة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد، خاضت معركة شرسة ضد الرئيس السادات، بسبب السماح بإقامة أكشاك وخيام سياحية فوق هضبة الأهرام، تقام فيها الحفلات والسهرات والطبل والزمر والرقص دون وعى أو إدراك أو فهم بأهمية تلك الآثار وقدسيتها.. وقد نجحت الراحلة العظيمة فى وقف هذه المهزلة الخطيرة.. ولولا ذلك لوجدنا بائعى الكشرى وعربات الفول تحاصر هرم خوفو وتحتل قاعدة تمثال أبوالهول العظيم!!

إن قرار رئيس الوزراء مصطفى مدبولى بإزالة كافة التعديات والمبانى المخالفة للقانون بنزلة السمان وبمحيط منطقة الأهرامات الأثرية، قرار صائب وشجاع وجرىء.. صحيح أنه تأخر كثيرًا.. لكنه صدر ويتم الآن تنفيذه بقوة.. ويمكن أن نقول الآن، إنه توجد دولة قوية لا تعير أى اهتمام لأصحاب النفوذ.. أيضًا لا بد من إعادة النظر فى كثير من المناطق المحيطة بالأهرامات وأبوالهول.. فمن الجنون أن يسمح بوجود أكثر من محطة بنزين بالقرب من هضبة الأهرام، أو تقام مبانٍ أسفل الهضبة.. المطلوب هو تطوير المنطقة بالكامل، وإنشاء سوق حضارى لأصحاب البازارات بعيدًا عن العشوائية التى نراها الآن.. أيضًا ابحثوا عن حلول حضارية لأصحاب المهن المرتبطة بالسياحة فى المنطقة الأثرية مثل الخيالة والجمالة وأصحاب الكارتات، وبائعى التحف الذين لا يملكون بازارات.

تطبيق القانون وتحقيق العدالة يريح المحاكم والمحكوم.