عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما خلق الله سبحانه وتعالى المخلوقات، أودع في كل مخلوق طاقة تساعده على أن يمضي في الحياة ويقوم بواجباته فيها، وميز الانسان عن باقي مخلوقاته بأن أعطاه العقل والطاقة المعنوية التي تعطيه روح المبادرة للقيام بمختلف الأعمال، فالمبادرة من الأشياء التي تدفع الشخص للتفوق والتميز لأنها تمسك بيديه وتجعل منه أول من يقوم بفعل شيء، وأول من يُبادر، وأول من يُنفذ، وهذا يجعل منه شخصاً متميزاً ورائداً وصاحب سبق في أداء الفعل.

تعطي المبادرة لصاحبها ميزة التفرّد، لأنها تضعه في أول الصف، وتدفعه لأن يشجع الآخرين على أن يخطو خطواته وأن يقلدوه، فتجعل من صاحبها قدوة لغيره، فمن يبادر أولاً يحظى بأن يكون اسمه مذكوراً في كل المبادرات التي تأتي بعده، لهذا يجب على كل شخص أن يعوّد نفسه على أن يكون مبادراً لكل ما هو خير وجميل.

لا تقتصر المبادرة على الأفعال المادية فقط، فهي كلمة صغيرة تنطوي على الكثير من الأشياء الأخرى، فقد يبادر الإنسان بالسلام على الآخرين، وقد يبادر بالاعتراف بالحب لأهله وأصدقائه، وقد يُبادر لأن يبدأ بالحديث مع شخص معين أو أمام أشخاص كثيرين، ومهما كان الموقف الذي يستخدم فيه الإنسان روح المبادرة، فإنها تعتبر من علامةً على الجرأة والقوة والشخصية المتنفذة.

من الأشياء الجميلة في المبادرة أن الله سبحانه وتعالى أمرنا فيها وجعلها سنة حسنة بين العباد، وأمرنا أن نكون مبادرين بفعل الخيرات دائماً لننال الأجر العظيم، فقد يبادر الإنسان بالصدقة أو بمساعدة الآخرين أو بطلب المغفرة أو بفعل أي شيء من الافعال الجميلة.

المبادرة عكسها التردد، فالتردد يضيع الكثير من الفرص ويجعل الشخص يقع في حيرة كبيرة من أمره، أما المبادرة فهي من الصفات الإيجابية التي يتميز بها الأشخاص الإيجابيون فقط، بعكس التردد الذي يجعل من الشخص سلبياً لا يعرف ماذا يريد، كما أن المبادرة تساهم في تطور الأوطان ورفعة الأمم ونجاح صاحبها أيضاً، فهي تساهم في تطوير العلم واكتشاف الكثير من المكتشفات والخبرات، كما أنها تُشعل روح المنافسة التي تدفع بعجلة الثقافة والمعرفة إلى الأمام، وتخرج الأفكار من داخل العقول إلى حيز النور.