رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نقطة ساخنة

فى مطلع السبعينيات من القرن الماضى، ألقت أجهزة الأمن القبض على مصور صحفى إنجليزى، كان يلتقط صورًا لكوم من القمامة فى ميدان رمسيس.. جرجروا المصور إلى قسم الشرطة، وانهالوا عليه توبيخًا.. ووجهت له السلطات المصرية تهمة نشر صور تسىء إلى مصر.. ثم قامت بترحيله.. تم ترحيل المصور الصحفى الانجليزى إلى بلاده، بينما تركت السلطات المصرية أكوام القمامة فى ميدان رمسيس وشوارع القاهرة الرئيسية كما هى، لم تمسسها أيدى عمال النظافة!!

هكذا كانت الإدارة المصرية تفكر.. وهكذا كان منطقها فى معالجة الأمور.. فبدلاً من أن ترفع أكوام القمامة من الميادين والشوارع لتصبح نظيفة، حتى لا يجد مثل هذا المصور ما يسىء به لمصر.. ألقت القبض على المصور وتركت القمامة!

بنفس المنطق ونفس الأسلوب تعالج الإدارة المصرية فضيحة المصور الدانماركى الذى خدع كل حراس منطقة الأهرامات  ونجح فى تسلق هرم خوفو، وصور فيلمًا جنسيًا مع صديقته نشره على اليوتيوب.. وشاهده العالم كله!!

رغم مرور أكثر من خمسين عامًا على حكاية «كوم الزبالة فى ميدان رمسيس» إلا أن العفن مازال يكسو عقول وأدمغة الإدارة المصرية البليدة الفاشلة التي لم تتعلم من أخطاء الماضى.. فقد خرج علينا أحد المسئولين الأثريين بمنطقة الأهرامات يعقب بكل تفاهة على حادث تسلق المصور الدانماركى لهرم خوفو ويقول على الهواء من إحدى الفصائيات إن ما حدث «هزار بايخ».. وآخر كل همه يشكك فى أن الصورة الجنسية فوق قمة الهرم «فوتوشوب».. وثالث يذهب بنا بعيدًا، ويؤكد أن الأسوار حول منطقة الأهرامات مدعومة بكاميرات مراقبة «شغلوا الرأى العام بجملة «الفوتوشوب».. ولم يتحدث أحد عن التسلل وتسلق الهرم حتى قمته (!!).. ولم يستطع أحد أن ينفيها وهذا هو الخطير فى الأمر.

لقد اأعترف المصور الدانماركى أنه اختفى هو وصديقته فى منطقة الأهرامات حتى خلت المنطقة من الزوار ثم تسلل إلى أن وصل إلى الهرم خوفو ـ ثم تسلق الهرم لمدة 25 دقيقة حتى صعد هو وصديقته إلى القمة، ثم فعل ما فعل.. وأنا هنا لا أتحدث عن هذا المخبول الذى لا يعرف قيمة الحضارة الفرعونية التي جاء لزيارتها، فدنسها بفعلته القذرة.. أنا أتحدث عن إجراءات تأمين وحماية أعظم بانوراما فى العالم.. وإحدى أهم عجائب الدنيا السبع على الإطلاق.

ثم لماذا لم نتعلم من فضيحة عام 1991، التى ارتكبها أحد العاملين فى منطقة الأهرامات.. الذى كان يقطع بواسطة أزميل قطعًا من أحجار هرم خوفو ويبيعها للسائحين، القطعة بخمسة دولارات (!!).. ولم تكتشف الحكومة المصرية وهيئة الآثار الفضيحة إلا بعد نشرها فى إحدى الصحف العالمية مدعمة بالصور؟!!

لن أقول كيف تمكن المصور الدانماركى وصديقته من التخفى والتسلق حتى بلغا قمة الهرم خوفو.. ولكن هناك سؤالاً مهمًا ومهمًا جدًا.. كيف خرج المصور الدانماركى وصديقته من الأبواب ليلاً بعد أن أنهى مهمته؟!!.. هل أوقفه أحد الحراس وسأله أين كنت؟!.. ولماذا تأخرت داخل المنطقة الأثرية كل هذه الساعات؟!.. وماذا كنت تفعل؟!.. أليس هذا غريبًا ويدعو إلى التساؤل والدهشة؟!

ثم ماذا لو كان الشخص الذى تسلل وصعد إلى قمة هرم خوفو إرهابيًا، ووضع عبوات ناسفة.. ألن يتسبب هذا فى فضيحة بجلاجل تفضى تمامًا على السياحة، وكل محاولات إعادتها إلى طبيعتها بعد ضربات الإرهابيين الموجهة.. وكل التضحيات التى يقدمها رجال الجيش والشرطة؟!

< لماذا="" لم="" تضع="" وزارة="" الآثار="" كاميرات="" مراقبة="" حول="" الأهرامات="" الثلاثة،="" وأبوالهول،="" ومراكب="" الشمس،="" وعشرات="" المقابر="" الأثرية="" بالمنطقة..="" ولماذا="" اكتفوا="" فقط="" بوضع="" كاميرات="" مراقبة="" على="" البوابات="" المؤدية="" إلى="" منطقة="" الأهرامات="" الثلاثة..="" رغم="" أن="" الحكومة="" كل="" يوم="" تصدع="" رؤوسنا="" بأنها="" خصصت="" مبالغ="" مالية="" ضخمة="" لتطوير="" منطقة="">

بدون المحاسبة، ستظل سياساتنا كما هى.. سياسة الفشل وسياسة «تركوا الحمار ومسكوا فى البردعة»!!