رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

لله والوطن

عودة مرة أخرى إلى استحضار ذكرى مذبحة مسجد الروضة فى شمال سيناء التى مر عليها عام كامل.. وقد أوضحنا سابقا أننا يجب أن نتوقف طويلا أمام هذه الجريمة.. باعتبارها أخطر جرائم الإرهاب التى ارتكبها «المتأسلمون» من تجار الدين ومرتزقة دولة الخلافة المزعومة.. عملاء القوى الشيطانية المحركة لمؤامرة «الفوضى الخلاقة» ومخطط الشرق الأوسط الجديد.

•• إذ نرى

انه بعد «جمعة مسجد الروضة السوداء» هذه التى سقط فيها من الشهداء عدد يفوق كل ضحايا الجرائم السابقة مجتمعة.. كما أنها «جريمة نوعية» غير مسبوقة.. كونها استهدفت بيتا من بيوت الله اثناء إقامة شعائر صلاة الجمعة.. أى أن الضحايا مسلمون والجناة أيضا مسلمون.. بعد هذه الجريمة سقطت كل أقنعة المتسترين بالدين وبفريضة الجهاد لنشر الدعوة الاسلامية.. الذين يتخذون من هذه الأقنعة رخصة للقتل والحرق والتخريب وسفك الدماء.. حتى أنهم أحلوا لأنفسهم قتل مسلمين موحدين وهم يقفون بين يدى الله، مصلين عابدين ذاكرين.. فى يوم هو عند الله عيد فى الأرض وعيد فى السماء.. بينما ترك السفاحون أداء صلاة الجمعة التى أمر بها الله أمرا قدسيا لا يقبل مراوغة أو تأويلا.. ووقفوا رافعين راياتهم السوداء بأن «لا إله إلا الله» ليمطروا صدور هؤلاء المصلين برصاص الموت.. ليس ليقتلوهم فقط ولكن ليقتلوا معهم الدين نفسه.. ويغتالوا فيه روح السماحة والطيبة والسلام وقيم العدل والخير والوسطية والاعتدال.

•• البعض

يرون فى جريمة «مسجد الروضة» رسالة بأن الإرهاب لا دين له.. وأنه لا يميز بين مسلم أو مسيحى أو يهودي.. وأننا فى نظر هؤلاء الإرهابيين لسنا إلا «قرابين» ينحرونها وقتما شاءوا طمعا فى رضا الله والفوز بجنته.. وللأسف فإن هذه الرؤية رغم ما يبدو فيها من منطق وقبول.. إلا أنها لا تعكس حقيقة نظرة غير المسلمين لما يفعله المسلمون أو المحسوبون على الإسلام بأنفسهم وبدينهم.

انظروا ماذا قال الرئيس الأمريكى ترامب تعليقا على هذه الجريمة وقت وقوعها.. إذ علق قائلا: «يجب الابتعاد عن المسلمين بأكبر قدر ممكن».. ولم يقل: «الابتعاد عن المتطرفين».. بل قال: «الابتعاد عن المسلمين» جميعهم.. فكلهم فى نظره متطرفون.. إرهابيون.. وقتلة..!!.

•• تذكروا أيضا

موقف أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية تعليقا على هذا الحدث.. إذ وصمت جميع المسلمين بالعار.. وهى تقول: «إن عدد سكان الهند والصين يتجاوز المليارين و500 مليون نسمة.. لديهم 150 ربا و800 عقيدة مختلفة.. ويعيشون مع بعضهم البعض بسلام.. بينما المسلمون لديهم رب واحد ونبى واحد وكتاب واحد.. وشوارع مدنهم مصبوغة بالدماء.. القاتل يصرخ (الله أكبر) والمقتول يصرخ (الله أكبر) أيضا»..!!

كم هو مؤلم هذا الكلام؟!.. هكذا يروننا.. ويرون أن الإرهاب له دين واحد.. هو الإسلام.. من السبب فى ذلك؟.. إنه نحن.. المسلمون.. هذا هو ما فعلناه بأنفسنا.. وبديننا.. بل ما فعله بنا هؤلاء السفهاء الذين ينحرون الرقاب تحت رايات التوحيد!!

•• وللأسف

سيظل هذا حالنا.. طالما بقيت رؤوسنا مدفونة فى الرمال.. وطالما بقينا مشغولين بشعارات فارغة جوفاء عن محاربة الإرهاب بالتوعية والتثقيف والتعليم وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير فرص العمل للشباب وتقويم وتأديب الإعلام.. وطالما بقينا مشغولين أيضا بوهم إصلاح الخطاب الدينى الذى لن يتحقق أيضا.. ولن نجنى منه الا المزيد من التشتت والانقسام فى قضايا جدلية عقيمة.

فالتصدى الحقيقى للإرهاب يكون بالسلاح وبكل «القوة الغاشمة».. لكنها قد لا تكفى لتحقيق الحسم والانتصار.. ما لم ندرك جميعا.. أننا ضحايا مخططات سياسية تآمرية استعمارية.. تسعى إلى تدميرنا وإغراقنا فى طوفان الفوضى والخراب والتقسيم والتفتيت.. تحت رايات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. تلك التى لا تقل خطورة وتضليلا عن رايات الإرهاب السوداء.. ولابد أن نشارك جميعا فى مواجهتها.. بالوعى والضمير.