رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

فى تقييمنا للأشخاص، فإننا نقوم باستخدام معايير مرجعية محددة نقيس بها أداء هؤلاء الأشخاص، سواء من ناحية المظهر، أو السلوك العام، أو الأداء المهنى أو التوافق المجتمعى وما إلى ذلك من الأدوات التى تمكننا من الحكم على الأشخاص. إلا أن هذه الأدوات تقف مقصورة عن توفير الحكم على بعض الأشخاص الذين حباهم الله بما اصطلحنا على تسميته بالكاريزما الشخصية، وهى حالة الوهج التى يتمتع بها هؤلاء الأشخاص والتى تتحول إلى قوة مغناطيسية تجذب اليها الآخرين وتستميلهم إلى جانبها مؤيدين لها ولمواقفها أو على الأقل تحييدهم فى الحالات التى يخالفونها فى الرأى.

من بين هذه الشخصيات الكاريزمية كان لى أكثر من وقفة خلال الأسبوع المنصرم. كانت الوقفة الأولى مع الأخ الصديق حمدى قنديل صاحب الكاريزما التلفزيونية الطاغية الذى حفر لنفسه مكاناً ومكانة كبيرة فى دنيا الإعلام التلفزيونى. لقد رحل حمدى قنديل عن دنيانا بعد معاناة مع المرض الذى اختار أن يتحمل وطأته وحيداً بعيداً عن أعين الجميع. وهذا كان دأبه فى الحياة، فلم يكن يريد أن يثقل على الآخرين فى أى شىء. وكنا نطمئن عليه من خلال الرائد الإذاعى سيد الغضبان الذى ظل على اتصال به حتى آخر يوم فى حياته.

وحمدى قنديل الذى كان يبدو حاداً فى بعض مواقفه السياسية، كان أرق من النسيم فى معاملاته الإنسانية. كان صادقاً مع نفسه وبالتالى كان صادقاً مع الآخرين. لم يكن ينطق إلا بما يعتقد أنه الحق. ولَم يكن يشعر بأى غضاضة فى العدول عن أى رأى جانبه الصواب. وهكذا عدل عن رأيه فى تأييد «البرادعى» حينما اكتشف نقاط ضعف شخصيته. كذلك سحب تأييده لمحمد مرسى عندما نكص الإخوان، كدأبهم، عما توصلوا إليه معه من اتفاقيات. هكذا عاش حمدى قنديل مخلصاً لأفكاره وآرائه، نبيلاً فى خلقه ومعاملاته، نموذجاً للإعلامى المهنى صاحب الرسالة الذى لم يحن قامة قلمه رياء لحاكم أو طمعاً فى منصب أو تزلفاً لصاحب سلطان. ويشهد على ذلك برنامجه العتيد أقوال الصحف الذى أخذ بعد ذلك أسماء أخرى سواء رئيس التحرير أو قلم رصاص. ففى كل الظروف وتحت كل المسميات وفِى مختلف الدول التى أذيع منها البرنامج، كان صاحبنا كما هو، صاحب الرأى الحر، المدافع عما يعتقد أنه الحق، والمقدم لكافة الآراء التى تناولت الموضوع قيد البحث بموضوعية كاملة، وحينما يقدم رأيه الشخصى، فإنه كان يفعل ذلك بشكل واضح وصريح لا لبس فيه أو غموض. وبنفس الصراحة والوضوح كتب سيرته الذاتية «عشت مرتين». وكان قد أبدع قبلها كتابه المرجع «عربسات» الذى أرخ فيه لمعركة دخول العرب عصر الأقمار الصناعية من خلال القمر عربسات الذى شاركت فيه كل الدول العربية. وكان رحمه الله بعزة نفسه وتواضعه أكبر من الحياة، ولا شك عندى فى أنه سيكون أكبر من الممات.

والوقفة الأخرى كانت لى مع شخصية إذاعية كاريزمية أخرى للفارس الإذاعى طاهر أبوزيد، الذى فارق دنيانا قبل بضع سنوات فى عام ٢٠١١. وكانت المناسبة قيام ابنه البار أحمد طاهر بإصدار كتاب عن والده تناول سيرته الذاتية من خلال وثائق تتعلق بنشاطه الإذاعى والبرلمانى، وحوارات صحفية تكشف جوانب من شخصيته وأسرار نجاحه وتوهجه وشهادات زوجته الإعلامية كاميليا الشنوانى وبعض أصدقائه. ولنا عودة لعرض كتاب طاهر أبوزيد فارس الإذاعة بإذن الله.