عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نظرة للمستقبل

 

 

 

المواطنة نسبة إلى الوطن وهو مولد الإنسان والبلد الذى هو فيه، ويتسع معنى المواطنة ليتمثل التعلق بالبلد والانتماء إلى ثراته التاريخى ولغته وعاداته.

يشكل مفهوم المواطنة فى سياق حركة المجتمع وتحولاته، وفى صلب هده الحركة تنسج العلاقات وتتبادل المنافع وتخلق الحاجات وتبرز الحقوق وتتجلى الواجبات والمسؤوليات، ومن تفاعل كل هذه العناصر يتولد موروث مشترك من المبادئ والقيم والعادات والسلوكيات، يسهم فى تشكيل شخصية المواطن ويمنحها خصائص تميزها عن غيرها. وبهذا يصبح الموروث المشترك حماية وأمانا للوطن والمواطن. فالمواطنة حقوق وواجبات وهى أداة لبناء مواطن قادر على العيش بسلام وتسامح مع غيره على أساس المساواة وتكافؤ الفرص والعدل، قصد المساهمة فى بناء وتنمية الوطن والحفاظ على العيش المشترك فيه، ولمفهوم المواطنة أبعاد متعددة تتكامل وتترابط فى تناسق تام.

بعد قانونى يتطلب تنظيم العلاقة بين الحكام والمحكومين استنادا إلى عقد اجتماعى يوازن بين مصالح الفرد والمجتمع.

بعد اقتصادى اجتماعى يستهدف إشباع الحاجيات المادية الأساسية للبشر ويحرص على توفير الحد الأدنى اللازم منها ليحفظ كرامتهم وإنسانيتهم.

بعد ثقافى حضارى يعنى بالجوانب الروحية والنفسية والمعنوية للأفراد والجماعات على أساس احترام خصوصية الهوية الثقافية والحضارية ويرفض محاولات الاستيعاب والتهميش والتنميط.

وفى كلمة واحدة يمكن اعتبار المواطنة كمجموعة من القيم والنواظم لتدبير الفضاء العمومى المشترك ويمكن تحديد أهم تجليات المواطنة فى أربعة نواظم:

1- الانتماء: أى شعور الإنسان بالانتماء إلى مجموعة بشرية ما وفى مكان ما (الوطن) على اختلاف تنوعه العرقى والدينى والمذهبي، مما يجعل الإنسان يتمثل ويتبنى ويندمج مع خصوصيات وقيم هده المجموعة.

2 - الحقوق: التمتع بحقوق المواطنة الخاصة والعامة كالحق فى الأمن والسلامة والصحة والتعليم والعمل والخدمات الأساسية العمومية وحرية التنقل والتعبير والمشاركة السياسية.

3 - الواجبات: كاحترام النظام العام والحفاظ على الممتلكات العمومية والدفاع عن الوطن والتكافل والوحدة مع المواطنين والمساهمة فى بناء وازدهار الوطن.

4- المشاركة فى الفضاء العام: المشاركة فى اتخاذ القرارات السياسية (الانتخاب والترشيح) وتدبير المؤسسات العمومية والمشاركة فى كل ما يهم تدبير ومصير الوطن.

التربية على المواطنة:

إن المواطنة محضناً للهوية وللخصوصيات الحضارية تستسلم وضعها فى محطيها الإقليمى والدولى عن طريق الانفتاح على كل الأوطان، والاطلاع على تجارب الآخرين، فالانغلاق يؤدى إلى الجمود والاضمحلال والاندماج والتلاقح المتزن يؤدى إلى التطور والازدهار وغاية المواطنة على المواطنة إن تمكن الإنسان من آليات التنمية الذاتية والانفتاح على المحيط، وقد لخص صاحب الجلالة ملك المغرب فى خطابه بتطوان 2004 كل هذه الأبعاد بقوله: «إن المواطنة التى نريدها لا ينبغى أن نختزل فى مجرد التوفر التشكيلى على بطاقة تعريف أو جواز سفر. وإنما يجب أن تجسد فى الغيرة على الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه والمشاركة الفعالة فى مختلف أوراش التنمية التى نتمناها وطنية كانت أو جهوية أو محلية وتوسيع إشعاعه العالمى».