رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

نستطيع هنا فى حزب الوفد أن نختلف مع الرئيس نفسه، ولا نجد أى غضاضة فى ذلك.. ونفعل ذلك من قبيل الليبرالية التى نحرص عليها، ونرسى مبادئها كل يوم.. وعندما تحدث المستشار بهاء أبوشقة عن «الخمسة جنيهات» لم أكن أتصور أنه كلام حقيقى، حتى قال بيان الوفد إنه «دعابة»، وإنه محاولة لاحتواء الجدل مع صحفى هندى.. ولكن «ماذا بعد الدعابة»؟!

والحمد لله أن رئيس الوفد قد قدم بيانًا شارحًا لكل ما جاء بشأن «زيادة الأسعار»، وقال إنه يأتى استبيانًا لما قاله رئيس الوفد، واستيضاحًا للحقيقة، واحترامًا للرأى العام.. وهو موقف جيد، وينبغى التأكيد أن سرعة الرد كانت بإمكانها أن تردم على الموضوع، دون أن يتفاقم أكثر.. فقد أشار «ابوشقة» إلى أن الجملة تم تغيير سياقها، وكانت ردًا ساخرًا لا أكثر ولا أقل!

وبالطبع فإن الموضوع كان من الممكن أن يتفاقم، وكان من الممكن أن يقال إن رئيس الوفد لم يعد يشعر بالغلابة والكادحين، وأن خمسة جنيهات يمكن أن تشترى بها الغداء والعشاء.. ولولا أن المستشار بهاء أبوشقة قد فوجىء بأن الشارع يغلى، وأن السوشيال ميديا تموج بكلام كثير وسخرية أكثر، ما أسرع فى تقديم إيضاح عن الدعابة لامتصاص الغضب العام!

فلا تنسوا أن المستشار ابوشقة كان يجرى الحوار مع المراسلين الأجانب، وأنهم لا يعرفون فى عرفهم الدعابات التى من هذا النوع.. كما أنهم جاءوا إليه بصفتين.. الأولى أنه رئيس الحزب الأكبر والأعرق فى الساحة المصرية والشرق أوسطية أيضًا.. الثانى أنه رئيس اللجنة التشريعية والدستورية فى مجلس النواب.. وبالتالى فإن قصة «اصطياده» كانت واردة!

ولابد أنهم حين سألوه عن الأسعار كانوا يسألونه كرئيس حزب، وليس كأي مواطن عادى.. وكانوا يريدون استطلاع رأيه فى الأسعار التى تحرق ميزانية الأسرة المصرية.. كما أنهم حين سألوه عن التعديلات الدستورية، لم يسألوه هنا كرئيس للوفد، وإنما كرئيس للجنة التشريعية.. وكانوا يقصدون نقطة معينة تخص مد فترة الرئاسة قبل أى شيء آخر بالتأكيد!

وعلى أى حال، فالمراسلون الأجانب ليسوا مثل الصحفيين المصريين، إنهم يسألون فى أى شيء وكل شيء.. ولا توجد عندهم خطوط حمراء ولا زرقاء ولا سوداء.. وهم يديرون أسئلتهم بمهنية بغض النظر عن شخص صاحب اللقاء.. وإن تسببوا له فى بعض المتاعب.. وبالتالى كان لابد من الاستعداد لهذه اللقاءات.. فليس اللقاء نزهة ولا فسحة ولا فرصة للتعارف!

وأخيرًا، هناك أشياء بعد الدعابة والمزاح.. وهناك بالتأكيد موقف من ارتفاع الأسعار.. أكده رئيس الوفد.. وقال إن الطبقة الكادحة خط أحمر.. فنحن فى الوفد حزب الفقراء والجلاليب الزرقاء.. ولسنا حزب الباشوات لمن أراد أن يصور الوفد أنه «حزب الصفوة» ورجال الأعمال!