رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

لله والوطن

تحدثنا بالأمس، عن تأثير ما يسمى «لوبي الإخوان المسلمين الأمريكي».. في تأخير تنفيذ الرئيس دونالد ترامب وعده بإدراج تنظيم الإخوان على قائمة الإرهاب.. والذي نرى وجود مؤشرات لاقتراب الإدارة الأمريكية من اتخاذ قرار بشأنه.. بما يمثل انقلاباً سياسياً حقيقياً و«لطمة» بالغة التأثير.. لتنظيم الإخوان وحلفائه.

•• لكن هناك سؤال

يجدر أن نتوقف أمامه هنا.. وهو: كيف استطاع «الإخوان» تكوين هذا اللوبي القوي القادر على التأثير في دوائر صنع القرار الأمريكي الى هذا الحد؟!

هناك دراسات عديدة.. أسهبت في البحث والتدقيق في كيفية اختراق تنظيم الإخوان للمجتمع الأمريكي.. والتغلغل في النظام السياسي لدرجة أن يبدو الأمر وكأنهم يديرون ما يشبه «صراع نفوذ» مع إدارة «ترامب»؟!

خلاصة هذه الدراسات هي أن التنظيم الدولي للإخوان تمكن خلال فترة زمنية ليست قليلة، من تكوين «شبكة عنكبوتية» لبسط نفوذه وتغلغله داخل أواصر المجتمع الأمريكي.. على أرضية عمل تركز على طلاب الجامعات ووسائل الإعلام ومراكز البحوث السياسية والاجتماعية.. وهي ثلاث قنوات بالغة التأثير في الرأي العام.. وفي القرار الرسمي الذي يتأثر بشكل كامل بتوجهات الرأي العام وبالسياسات والاستراتيجيات العامة.

•• خلال السنوات الأخيرة

دأب مستخدمون لشبكات التواصل الاجتماعي، على تداول العديد من الصور لشخصيات قيادية في تنظيم الإخوان.. وهم يتجولون بحرية داخل أروقة مقار تابعة للحكومة أو البرلمان الأمريكيين.. أو ينغمسون في عقد اجتماعات رسمية مع شخصيات رسمية أمريكية.. ويتساءل المتابعون: كيف استطاع هؤلاء التداخل مع الدوائر الرسمية في الولايات المتحدة الى هذا الحد؟!

والحقيقة - كما يعبر عنها مسئولون أمريكيون- هي أن هذه العلاقة هي نتاج عمل 50 عاماً مارسه الإخوان من داخل المجتمع الأمريكي.. حيث أتاح نزوح الكثيرين منهم من مصر الى الولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي، هرباً من الملاحقات الأمنية أن ينشئوا تجمعات إسلامية محدودة.. وجمعيات تعبر عنهم.. وينشئوا مؤسسات وروابط ومدارس ومساجد تابعة لهم.. وشركات مالية أيضاً بدعم خارجي.. استغلالاً لمناخ الديمقراطية والحريات هناك.. حتى صاروا هم الممثلين شبه الرسميين لما يمكن تسميته «الطائفة المسلمة».. والتي تحولت تدريجياً الى نواة لتكوين هذا «اللوبي» السياسي الخطير.

•• ويبقى خطأ الإخوان التاريخى

هو أنهم أقنعوا.. بغرورهم المعهود.. إدارات أمريكية سابقة بأنهم صاروا أكثر قوة ونفوذاً داخل المجتمع المصري.. خلال السنوات الأخيرة لحكم الرئيس الأسبق «مبارك».. وأنهم أصبحوا جاهزين وقادرين على التحرك لتحقيق حلمهم الذي «أعدوا» له.. وهو استلام السلطة في مصر لتكون قاعدة انطلاقهم لتأسيس «دولة خلافتهم» المزعومة.. وهو ما صادف هوى تلك الإدارات التي كانت مستغرقة آنذاك في تنفيذ استراتيجية.. أو قل مؤامرة.. الشرق الأوسط الجديد.. وإعادة رسم جغرافيا المنطقة وفق مخطط «الفوضى الخلاقة» وتفجير الصراعات في دول هذه المنطقة.. وعن طريق استخدام جماعات وتنظيمات «الإسلام السياسي» المتطرفة ومنها الإخوان المسلمين بشكل خاص.. قبل أن تعود وتحرقهم هم أنفسهم بنيران الحرب والاقتتال.

وهذا هو ما ورطهم- الإخوان- في مؤامرة نرى أنهم قضت عليهم الى الأبد.. وهي استغلال الحراك الثوري في يناير 2011 للاستيلاء على الحكم في مصر.. ونجحوا في ذلك بالفعل.. قبل أن يستفيق الشعب المصري وينتفض من جديد في ثورة يونيو 2013 ليستأصلهم من جسده ويستعيد وطنه ويحبط مؤامرتهم.

•• واليوم

وبعد 5 سنوات من الثورة المصرية.. تبدو الإدارة الأمريكية أكثر فهماً من أي وقت مضى لخطورة الإخوان.. باعتبارهم تنظيماً إرهابياً نجح في التسلل الى جسد المجتمع الأمريكي والإضرار به.. وأصبح لزاماً عليهم استئصاله.. وستكون بداية ذلك هي اتخاذ القرار الذي تأخر كثيراً بإدراج الإخوان على قائمة الإرهاب.