لله والوطن
فى أقل من عامين.. وتحديدا منذ اكتوبر 2016 وحتى اليوم انعقدت 6 مؤتمرات وطنية للشباب.. انطلاقا من مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى التى طرحها فى يناير 2016، خلال كلمته التى ألقاها فى الاحتفال بيوم الشباب المصرى تحت شعار «بقوة شبابها..تحيا مصر».. معلنا عن حزمة من القرارات والتكليفات لتفعيل دور الشباب فى منظومة العمل الوطنى وتمكينهم فى جميع المجالات.
واليوم.. يتم عقد المؤتمر الوطنى السادس للشباب.. تحت قبة جامعة القاهرة العريقة.. وعلى نغمات دقات ساعتها الشهيرة.. وبمشاركة أوسع من جانب شباب الجامعات.. لتدور أعماله حول 4 محاور أساسية.. هي: الإستراتيجية الجديدة لتطوير التعليم ورؤية الدولة لتطبيقها.. وإستراتيجية بناء الإنسان المصرى.. وسبُل «تطوير منظومة التأمين الصحي».. و«المشروع القومى للبنية المعلوماتية للدولة المصرية».
•• من وجهة نظر شخصية
أرى أنه من أبرز ما يميز المؤتمر السادس للشباب.. ظهور العديد من القيادات الشابة التى تولت مناصب تنفيذية واستشارية فى مؤسسات الدولة.. بعد أن أصبحوا مؤهلين تماما لهذا الدور من خلال «البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة».. الذى تم إطلاقه بهدف إنشاء قاعدة شبابية من الكفاءات القادرة على تولى المسئولية والمجتمعية والإدارية فى الدولة.
وجوه شبابية يانعة.. ألفنا رؤيتهم والالتقاء بهم والتحاور معهم فى قاعات انعقاد جلسات المؤتمرات الخمسة السابقة التى شاركنا فيها جميعها.. وبهرتنا شخصياتهم وثقافتهم ووطنيتهم ونباهتهم وقدراتهم العلمية والعملية على المناقشة وتكوين رؤى موضوعية وبناءة فى المجالات التى تخصصوا فيها ودرسوها وتدربوا عليها وفق أحدث نظريات الإدارة والتخطيط.
والآن.. نراهم ونلتقى بهم فى مؤتمر جامعة القاهرة.. وقد تقلد العديد منهم مناصب قيادية رفيعة.. وبعضهم ارتقى إلى درجة «مساعد الوزير» وهو مازال على مشارف الثلاثينات.. وهو ما يعنى ببساطة أن «مبادرة الرئيس» التى أشرنا لها فى البداية.. قد بدأت تؤتى ثمارها.. وأنها بدأت تتجاوز مرحلة الإعداد وصولا إلى مرحلة التمكين الحقيقى للشباب فى المشاركة والقيادة وصنع القرار.. وهو ما نعده أحد المكتسبات الشبابية المهمة التى تترجم مبادئ ثورة 30 يونيو العظيمة.
•• لا يفوتنا اليوم
ومع انطلاق أعمال المؤتمر السادس للشباب.. أن نستحضر أهم نتائج حصاد المؤتمرات الخمسة السابقة.. بداية بمؤتمر شرم الشيخ فى اكتوبر 2016 الذى أرسى قاعدة مهمة.. وهى أن تتحول توصيات الشباب إلى قرارات جمهورية يعلنها الرئيس فى الجلسة الختامية للمؤتمر ويوجه كل مؤسسات الدولة لتنفيذها.. فقد قرر الرئيس فى ذلك المؤتمر تشكيل لجنة وطنية من الشباب بإشراف رئاسة الجمهورية لفحص ومراجعة موقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا سياسية.. تمهيدا للإفراج عنهم.. حيث كان هذا مطلبا بارزا للشباب.. وجرى تفعيله بالفعل.. كما كلف الرئيس الحكومة بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة لدراسة مقترحات ومشروعات الشباب لتعديل قانون التظاهر.. وكذلك تنسيق رئاسة الجمهورية مع مجلس الوزراء لإعداد تصور سياسى لتدشين مركز وطنى لتدريب وتأهيل الكوادر الشبابية.. وهو ما تم ترجمته الآن إلى « الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب».
•• ثم تتوالى مؤتمرات الشباب.. وفى ديسمبر 2016 بالقاهرة.. وفى ديسمبر 2016 بأسوان.. وفى ابريل 2017 بالاسماعيلية.. وفى يوليو 2017 بالإسكندرية.. وفى نوفمبر 2017 بشرم الشيخ حيث تحول إلى مؤتمر يضم ممثلين لشباب العالم كله سيتم عقده سنويا فى نفس الموعد والمكان.. وانتهاء بالمؤتمر الخامس بالقاهرة فى مايو 2018.. ليكون أحد أهم انجازات هذه المؤتمرات هو تحول هدف «تمكين الشباب» من الحلم إلى الواقع.