رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

لله والوطن

من حق الدبلوماسية الإماراتية أن تفخر بما أنجزته فى ملف المصالحة بين إثيوبيا وأريتريا.. تلك التى توجت بتوقيع معاهد السلام التاريخية وحزمة الاتفاقيات فى المجالات الأمنية والاقتصادية.. لتنهى بشكل كامل الصراع الطويل بين هذين البلدين.. والذى لم يكن فقط يؤثر على أمنهما واستقرارهما كدولتين.. لكن تأثيره السلبى كان ممتداً على جميع دول منطقة القرن الأفريقى.. المنطقة الأهم فى الوقت الحالى.. من وجهة نظرنا.. فى معادلة التوازنات الإقليمية.. والتى تتداخل فيها أطراف عديدة.. دولية وإقليمية.. لدرجة أن أصبحت ساحة للمنافسات والتحركات الاستراتيجية والدبلوماسية والاقتصادية.. والعسكرية أيضاً.. بحكم وقوعها فى موقع بالغ الأهمية من خريطة العالم على مضيق باب المندب.. مفتاح عبور الأساطيل التجارية والعسكرية.. سواء إلى منطقة الخليج شرقاً أو إلى قناة السويس والبحر المتوسط وأوروبا شمالاً.

•• بالأمس

استضافت العاصمة الإماراتية أبوظبى قمة ثلاثية مهمة.. جمعت قادة كل من أرتيريا وإثيوبيا ودولة الإمارات.. وتأتى أهمية هذه القمة فى أنها تمثل إفصاحاً علنياً للدور الدبوماسى والسياسى المهم الذى لعبته دولة الإمارات فى إنهاء الصراع بين البلدين الأفريقيين.. والذى كان مفتاحه هو استثمار العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين الإمارات وإثيوبيا على وجه التحديد.. وخاصة بعد صعود آبى أحمد إلى السلطة فى إثيوبيا خلفاً لرئيس الوزراء السابق هيلامريام دسالين الذى قدم استقالته على خلفية اضطرابات سياسية وأمنية واسعة اجتاحت البلاد.. وجاء آبى بمشروع إصلاحى ثورى أحد دعائمه هو تقوية علاقة الدولة بجيرانها وتجنيبها الصراعات الخارجية.. بما يحقق استقرارها فى الداخل.. أضف إلى ذلك نجاح الإمارات فى بناء علاقات قوية مع إريتريا.

•• الإمارات

يُنظر لها الآن باعتبارها لاعباً رئيسياً فى منطقة القرن الأفريقى الاستراتيجية التى عززت دول الخليج العربى علاقاتها بها.. باعتبار أن هذه المنطقة الافريقية هى مفتاح الأمن والمصالح الاستراتيجية لدول الخليج.

تاريخياً.. كانت العلاقات سيئة بين دول الخليج وإثيوبيا.. لأن الأخيرة كانت تعتبر هذه الدول حليفة لخصومها الإقليميين.. مصر والسودان والصومال وإريتريا.. إلا أن الإمارات استطاعت اختراق ساتر جمود هذه العلاقات.. تحديداً عام 2013.. بتحقيقها تقارباً دبلوماسياً وتعاوناً اقتصادياً مع أديس أبابا.. وهو ما بنى جسراً لتحسين علاقات إثيوبيا بجميع دول الخليج.

أما فيما يتعلق بعلاقات الإمارات مع اريتريا.. فإن الوضع يختلف.. حيث تتواجد الإمارات عسكرياً.. وتمتلك منشآت عسكرية فى إريتريا على باب المندب.. وتحديداً بميناء «عصب» الاستراتيجى الواقع على المضيق.. والذى كانت البحرية الإيرانية تستغله فى التواجد بالمنطقة.. إلى أن قطعت اريتريا علاقاتها مع إيران.. لحساب العلاقات مع الإمارات والمملكة العربية السعودية.. وعن طريق هذا التواجد العسكرى الإماراتى على الساحل الجنوبى الشرقى لإريتريا تقوم الإمارات بدور فاعل وقوى فى العمليات العسكرية التى يتم تنفيذها فى اليمن.. فى إطار قوات دعم الشرعية. 

•• بالتأكيد

هناك أيضاً مصالح أخرى تحققت لدولة الإمارات من وراء هذا التحرك الدبلوماسى الناجح بمنطقة القرن الأفريقى.. مع الأخذ فى الاعتبار بتواجد أطراف دولية وقوى إقليمية أخرى فى المنطقة.. مثل الصين وتركيا.. هذه المصالح تمثلت فى وجود استثمارات زراعية ضخمة للإمارات هناك.. وبالأخص فى إثيوبيا.. وكذلك استثمارات بمجالات النقل والموانئ والتجارة والطاقة والاتصالات.. وفوق ذلك كله فإن نجاح الإمارات فى رعاية المصالحة بين إثيوبيا وإريتريا يمثل علامة بارزة على الدور الدبلوماسى الذى تستطيع أن تقدمه «أبوظبى» على المستويين الإقليمى والدولى.