رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

كلما هلّ هلال شهر «يوليو» تحتفل مصر بتخرج دفعات جديدة من أكاديمية الشرطة والكليات العسكرية المختلفة.. وهى مناسبة يحضرها الرئيس وكبار رجال الدولة.. وبلا شك فهى من أسعد اللحظات عندى.. فالأمر ليس مجرد خبر، ولكنه بالنسبة لى متعة ما بعدها متعة.. أتابع التدريبات والحركات، وأطمئن أن مصر فى عيون أبنائها.. «جيل يسلم جيلاً»!

وبرغم شعورى بالسعادة الغامرة، إلا أننى لا أتمالك حين أرى دموع أبناء الشهداء.. ومن فينا يتحمل دموع ابنة الشهيد، وهى تستحضر كل ما لديها من مخزون إنسانى تجاه والدها الشهيد، لكنها تكتم كل ذلك من اجل جلال اللحظة وحضور الرئيس؟.. وقد أحسن الرئيس حين طلب «سلام سلاح» للشهداء، وحين قال لها «إن كان يكفيك نحضر فرحك هنحضر»!

ولا أتابع حفلات التخرج الشرطية والعسكرية لأنى لدى وقت فائض.. وإنما أتابعها كى أطمئن.. شباب تدرب وبذل العرق والدموع.. عنده عقيدة قتالية.. وعنده روح معنوية عالية.. مستعد للنصر أو الشهادة.. وقد يستغرب كثيرون أن الإقبال على هذه الكليات لم يتراجع رغم أعداد الشهداء.. وقد يستغربون اكثر أن ابن الشهيد أيضاً يتكلم أنه «مشروع شهيد»!

وتسمع كثيراً أن ابن الشهيد تقدم ليكون طالب شرطة أو طالب حربية أو فنية عسكرية.. وتراهم أوائل الخريجين.. فما معنى هذا؟.. ليس معناه أنه يرث الأماكن نفسها.. بالعكس.. معناه أنه لا يهاب الموت.. ومعناه أن لديه رسالة وعقيدة.. ولديه ثأر.. ذهب ليثأر لأبيه الشهيد.. ومن هؤلاء نستمد العون والقوة ونمسح الدموع، ونتأكد أن مصر لن تضيع!

فسلام سلاح لكل شهداء مصر فى معاركها الشريفة.. سلام سلاح لكل الذين يستعدون ايضاً للدفاع عن العرض والكرامة. سلام سلاح لمشروع الشهيد الذى بدأ ياخذ مكانه فى الصفوف لتوفير الأمن والأمان.. إنهم يسهرون ونحن نيام.. ويقدمون أرواحهم رخيصة فى سبيل الوطن.. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. فليست الحكاية أبهة ولا نجوماً على الأكتاف!

فهؤلاء هم الرجال الذين لا يعرفون التهاون مع أى عدو يهدد أمن الوطن والمواطنين.. فقد عشنا معارك طاحنة ضد الإرهاب.. وعبرنا هذه المعارك بالصبر والعزيمة والإرادة والدماء.. كانوا بررة بالوطن وحافظوا على وحدة الوطن وسلامة أراضيه.. وركز معى فى هذه العبارة الأخيرة.. وحدة الوطن وسلامة أراضيه.. ويمكنك أن تعرف قيمتها حين تنظر حولك!

سلام سلاح للشهداء والأبطال أيضاً.. وسلام سلاح لكل حرم شهيد تربى أبناءه على حب الوطن.. وسلام سلاح لكل فتاة كتمت أحزانها ودموعها.. وهذه تحية للرئيس الذى ادرك بقلب الأب ومشاعره أن بنت الشهيد تفتقد والدها، فقال لها مواسياً «إن كان يكفيك نحضر فرحك هنحضر»!