رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

منذ فترة ليست ببعيدة، اتصل بي الصديق فؤاد بدراوي، عضو البرلمان، والسياسي الوفدي، وحفيد فؤاد باشا سراج الدين، زعيم الوفد.. وقال: سوف أرسل لك وثيقة تاريخية تكشف للمصريين عظمة زعيم الأمة مصطفي باشا النحاس، رئيس وزراء مصر.. وكان وما زال فؤاد بدراوي يعشق «النحاس» أكثر من عشقه لجده فؤاد سراج الدين.

الوثيقة هي كشف حساب مصطفي النحاس، رئيس وزراء مصر الأسبق، في بنك مصر بعد رحيله بأيام (1965).. أما الرصيد فقد كان «عشرين جنيهاً مصرياً فقط لا غير».. نعم عشرون جنيهاً.. هذا هو ما تركه مصطفي باشا النحاس من أموال عند رحيله.

فقد كان «النحاس» باشا زاهداً، ورعاً، نزيهاً وطاهر اليد، وكان- بصدق- صوت الشعب، يشعر بهمومه وآلامه ويجاهد من أجل تحقيق مطالبه، لذا خاض معارك ضارية ضد الإنجليز والملك من أجل الدستور والديمقراطية وحرية الشعب المصري.

ففي عهده شهدت مصر أعظم مراحل تطورها اقتصادياً وثقافياً وفنياً واجتماعياً.. ويكفي أن نرمز إلي صعود الكثيرين ممن نهضوا بمصر في كل المجالات، من أمثال رائد الصناعة المصرية العظيم، طلعت حرب، ورائد صناعة السفن، عبود باشا، ورائد صناعة الزجاج، سيد ياسين.. وفي الأدب بروز «العقاد» وطه حسين ونجيب محفوظ وغيرهم.. وفي الفن بروز «أم كلثوم» ونجيب الريحاني وبديع خيري وغيرهم.. وفي عهده تم إلغاء قوانين السُخرة والبغاء.. وصدور قوانين لحماية العمال والفلاحين وإنشاء النقابات العمالية والمهنية وقوانين المعاشات، وكثير من القوانين التي تصب في مصلحة المواطن المصري.

ورغم ما قدمه مصطفي باشا النحاس لوطنه، لم يكن يمتلك قصراً أو فيلا، بل كان يسكن في منزل بالإيجار، وبعد وفاته لم يكن يمتلك مقبرة يدفن فيها، فدفن في مقابر  «سراج الدين» بالبساتين.. ثم وجدوا عند مماته عام 1965 أن رصيده في البنك «عشرون جنيهاً» فقط.

حياة الزعيم خالد الذِكر مصطفي باشا النحاس، رئيس وزراء مصر، قبل يوليو 1952، ذكرتني بتلك الامتيازات التي حصل عليها أمس، رئيس الوزراء والوزراء والمحافظون من مرتبات ومعاشات، في وقت تعاني فيه مصر من أزمات اقتصادية طاحنة، ويعاني الشعب من الغلاء الفاحش والفقر والعوز.

أيضاً ذكرتني بما فعله بعض وزراء مصر في عهد «مبارك» والذين لم يكن لهم هم إلا امتلاك القصور والفيلات والأراضي والضيع والشاليهات، وبيعها بأسعار خيالية بعد تسقيعها.. وذكرتني بالنواب الذين اشتروا الحصانة ليتاجروا علي حساب الشعب بأموال وثروات الشعب المطحون بكل ما هو شرعي وغير شرعي.

وذكرتني أيضاً بالوزراء الذين ينفذون الأوامر والتعليمات، ويقولون سمعاً وطاعة فقط، دون أن تكون لديهم شجاعة التحدي من أجل مصلحة الشعب ودفاعاً عن مصالح الأمة.

تعلموا من تاريخ الزعيم خالد الذِكر مصطفي باشا النحاس.. لأن التاريخ لن يرحمهم.