عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نظرة للمستقبل

انتابنى شعور أن أسأل نفسى سؤالاً.. هل هناك أو ممكن أن يكون هناك تراث مصرى؟ والتراث هنا دائماً ينتمى إلى حقبة من الزمن أو إلى ديانة كالتراث الإسلامى أو القبطى.. لذا أسأل سؤالاً آخر ما مفهوم ومعنى تراث، فالتراث هو كل ما ورثناه تاريخياً من الأمة التى نحن امتداد طبيعى لها وهو وعى التاريخ وحضوره الشعورى فى الكيان الفردى أو الجمعى، وهذا يعنى أن التراث ليس كل ما وصل إلينا من الماضى, وإنما هو كل ما وصل إلينا من الماضى وله خاصية الفعل والتأثير فى حياتنا وعلى أفكارنا ومفاهيمنا وتصوراتنا.

والذى لا يمتلك هذه الخاصية لا يصدق عليه وصف التراث ومن هنا جاءت الجدلية التى وصفت تارة بجدلية التراث والعصر, ومن تارة أخرى بجدلية التراث والحداثة أو بجدلية التراث والتجديد. فالتراث هو من جهة ينتمى إلى الماضى من حيث النشأة والتكوين، ومن حيث الإطار الزمنى والتاريخى, ومن جهة أخرى هو مؤثر فى العصر وفى حياتنا الفكرية بالذات، ومؤثر فيها بقوة تفوق العديد من المؤثرات التى تنتمى إلى عصرنا هنالك أهمية كبيرة للتراث ومنها أنه يساهم فى تعزيز الاقتصاد وإنعاشه، وخاصةً الاقتصادات المحلية التى أظهرت أهمية التراث وخاصةً للسياح من خارج البلاد فخلقت الحضارة المصرية تراث عظيم عريق يزيد على 7000 سنة.

ويلاحظ أن المصرى حالياً يستخدم ألفاظاً وعبارات ويقدم على أفعال لا يعلم مرجعها ولا من أين استمدها، والحقيقة أن هذه الأفعال والألفاظ مستمدة من واقع الحضارة المصرية القديمة وتناقلت إليه عبر العصور والأزمان والأجيال اللاحقة، كما ويساعد التراث على زيادة معدلات التنمية فى البلاد، وزيادة تداول النقد الأجنبى، وزيادة الخبرات التدريبية والتى تساهم فى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

 ويعتبر التراث رمزاً للهوية والإنسانية الخاصة بالشعوب المختلفة، وخاصة الجماعات الأقلية التى تعتبره رمزاً للمعرفة والقدرات التى توصلت لها، والتى تناقلته وأعادت تكوينه، كما وتعتبره رمزاً مرتبطاً بالأماكن الثقافية التى لا يمكن التخلى عنها ويحتل التراث مكانة مهمة فى حياتنا، لما له من رابط عجيب فى زيادة التماسك الاجتماعى والمساعدة على تعزيز السلام ما بين الجميع، وذلك من خلال دوره فى تعزيز الثقة والمعرفة المشتركة ومن أهم الأماكن التى يجب المحافظة عليها مثل أعمال النحت والرسم، والهياكل والمواقع الأثرية العريقة الأثرية، والكهوف وما تحتويه من نقوش ورسومات وآثار. المواقع: مثل المواقع الأثرية التى بناها الإنسان، والتى تمتلك مظاهر جمالية وتاريخية، فمثلاً المبانى التى تم بناؤها من قبل الإنسان، وحملت طابعاً ثقافياً بسبب أشكالها أو بنيتها أو مكانها التى بنيت فيه.

والنقطة الأساسية هنا أن المصريين حتى هذه الأيام متمسكون ببراعة فى التراث الذى يرجع إلى ماضٍ من الزمن ليس ببعيد كبعض العادات والتقاليد فى شهر رمضان والعيد وزيارة الأقارب والود بين جميع الأطياف بين المسلم والمسيحى فكل هذا وأكثر يرجع إلى صدق قلوبهم والمحافظة إلى تراثهم العظيم فلا مستقبل ولا حاضر لدولة ليس لها تراث تاريخي يقتدون به أمام الأجيال القادمة وأمام عيون العالم ولكن مصر دائماً هى قائدة الأمم نحو القيمة التى تتمثل فى تراثها التاريخى فنحن بإيماننا وبصدق مشاعرنا محافظون على مبادئنا وقيمنا التى ورثناها من أجدادنا ولن يقدر أى أحد على أن يمس هذه القيم التى بداخلنا لأن الدولة التى ليس لها حضارة تحكى عنها باقى الدول لا تستحق أنه يكون لها مستقبل مشرف بين الأمم ونشكر أجدادنا الذين وهبونا هذه الهبات الحضارية جعلت العالم ينظر إلينا بنظرة انبهار وشرف، فهذه هى مصر وستبقى كذلك دائماً.