لله والوطن
الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء .. رجل نعرف عنه الاستقامة والنزاهة والوطنية والكفاءة العالية فى إنجاز الأعمال.. وإن لم يكن البعض يعتبره «شخصية سياسية» بالمفهوم الكامل لهذا الوصف.. فهو يمتلك تاريخا مهنيا حافلا فى مجالات تخصصه.. على المستويين المحلى والخارجي.. لكن غير معروف عنه أنه مارس العمل السياسى باحتراف.. ومن وجهة نظرنا فهذا ليس شيئا يؤخذ عليه أو يقلل من قدراته وكفاءته فى النهوض بأعباء مسئوليته وأداء مهمته كرئيس للحكومة.. بل نرى أن طبيعة المرحلة القادمة تتطلب بالفعل مايتمتع به الدكتور مدبولى من صفات وقدرات أكثر من احتياجها الى «وزير سياسي».
•• «مصر تنطلق»
هذا هو الشعار الذى اختاره الدكتور مصطفى مدبولى عنوانا لبرنامج حكومته.. الذى نرى فيه استكمالا لخطة الدولة التى تمضى فى تنفيذها منذ بدء الفترة الرئاسية الأول للرئيس عبد الفتاح السيسي.. وهو أيضا ترجمة عملية للبرنامج الانتخابى الذى طرحه الرئيس السيسى نفسه لفترة رئاسته الثانية.
أطلق رئيس الوزراء فى برنامجه 8 وعود .. فى مقدمتها تحقيق الاستقرار الأمنى فى الداخل وحماية وتأمين حدود مصر الخارجية ومكافحة الإرهاب والالتزام بتعزيز حقوق الإنسان وصون حرياته الأساسية فى إطار القانون وأهمها الحقوق السياسية.. وتطوير المنظومة ذات الصلة بالعديد من الأمور اليومية وفى مقدمتها مجالات توفير السلع الغذائية وخدمات الاسكان والمياه والنقل.. وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير فرص العمل.. واتخاذ إجراءات عاجلة لدعم المواطن وتخفيف الآثار المصاحبة لبرنامج الإصلاح الاقتصادى وتحسين بيئة الأعمال المشجعة لدفع الاستثمارات الخاصة بالقطاع الصناعي.. والاهتمام بتطوير الثقافة والرياضة.. وتطوير الرعاية الصحية الشاملة.. وبناء نظام تعليمى عصر.. والحفاظ على سياسات خارجية متوازنة مع كل القوى العالمية بما يحقق مصلحة مصر.
•• نرى
ان أهم هذه الوعود على الإطلاق.. هو أولا أمن المواطن المصري.. بالمفهوم الكامل والشامل للأمن.. ليس فقط ما يتعلق بالحرب على الإرهاب رغم ما لهذه الحرب من أهمية قصوى فى تحقيق الاستقرار.. ولكن أيضا نعنى أمن المواطن سياسيا واجتماعيا واقتصاديا .. بيحيث يتمتع بكامل حقوقه السياسية ومشاركته فى صنع القرار.. وفى نفس الوقت يأمن على حياته ومستقبله وعلى كل ما يحتاجه من خدمات بالقدر والتكلفة اللذين يحفظان له كرامته ويصونان حقوقه القانونية والدستورية.
أما ثانى أهم وعود مدبولي.. فهو ما يتعلق بإجراءات تخفيف آثار الإصلاح الاقتصادي.. وإن كنا نرى أن برنامج الحكومة لم يتعرض لهذه الإجراءات وتفاصيلها بالشكل الكافي.. صحيح أنه ركز على الاهتمام بالصناعة وتشجيع بيئة العمل المشجعة لدفع الاستثمارات الخاصة بالقطاع الصناعي.. وهذا ما كنا ننادى دائما بضرورة الاهتمام به وعد قصر الاهتمام على مشروعات البنية الاساسية التى لا تدر عائدا ماليا على المدى القصير.. لكن كنا نأمل أن يتضمن البيان وعودا مريحة للقطاعات العريضة من الشعب التى تحملت فاتورة الإصلاحات الصعبة واكتوت بنيرانها.. وخصوصا ما يتعلق بالسيطرة على الغلاء والتضخم وفوضى الاحتكارات.. وبتخفيف الأعباء الضريبية.. وزيادة دخول المواطنين.. بما ينعكس بشكل مباشر على مستوى المعيشة الذى هو الهدف الحقيقى لاى إجراءات إصلاحية تجريها الدولة.
•• والأهم من ذلك
هو وضع جدول زمنى محدد الإجراءات والمراحل لتنفيذ كل محور من هذه المحاور الثمانية لبرنامج الحكومة.. وهو ما كان يغيب عن برنامج الحومة السابقة.. ولا نتمنى استمراره فى عهد حكومة الدكتور مصطفى مدبولى التى نرجو لها كل التوفيق.