لله والوطن
فى كل احتفال بذكرى ثورة 30 يونيو.. سنظل دائماً نستحضر السؤال حول: متى بدأت فعلياً هذه الثورة؟.. ولماذا؟.. ذلك السؤال الذى نرى أن إجابته لم يتكشف منها إلا القليل.. حتى الآن.. بالرغم من الأوهام التى يعيشها الكثيرون من «المراهقين الثوريين».. حول دورهم وكفاحهم ونضالهم من أجل إشعال وإنجاح هذه الثورة.. لمجرد أنهم خرجوا إلى ميدان التحرير يهتفون بسقوط الحاكم، ويطالبونه بالرحيل.. وهى أيضاً نفس أوهام «صبيان 25 يناير» و«الحنجوريين السياسيين» الذين ما زالوا يزعمون أنهم صانعو الثورة «الحقيقيون».
•• نعود إلى السؤال:
متى بدأت ثورة 30 يونيو؟.. ولماذا؟.. ونتذكر هنا ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى أول تصريح له عقب الثورة.. وتحديداً يوم الأحد 14 يوليو 2013. وفى لقاء مع قادة وضباط القوات المسلحة، وكان وقتها يشغل منصب وزير الدفاع برتبة فريق أول.. حيث قال: «عندما تجلت إرادة الشعب بلا شبهة ولا شك، ووقع محظور أن تستخدم أدوات حماية الشرعية ضد مصدر الشرعية، فإنَّ الشعب وبهذا الخروج العظيم رفع أى شبهة وأسقط أى شك».. وأيضاً قوله: إنَّ «القوات المسلحة وجدت أن ما وصلت إليه الثورة ـ يقصد ثورة 25 يناير ـ لا يتناسب مع ما قصدته وسعت نحوه، وإنَّ رؤاها للمستقبل نزلت عليها عتمة وظلمة لا تقبلها طبائع عصور التنوير والمعرفة والكفاءة».
هذه الكلمات تحديداً نرى أنها ما زالت تحمل بين ثناياها الكثير من الأسرار والألغاز التى لو تم كشف غموضها لبينت حقيقة كل ما حدث فى مصر ليس فقط فى الأيام الحاسمة التى سبقت تاريخ 30 يونيو 2013.. ولكن أيضاً خلال السنوات الفاصلة فى عمر الوطن بدءاً من عام 2010 قبل أحداث 25 يناير بعام.. وحتى 2014 تاريخ انتخاب السيسى رئيساً فى يونيو من ذلك العام.
•• الكثير من التقارير
تحدثت عن أن السيسى كان يقصد بهذه الكلمات ما حدث بين محمد مرسى، وقيادات المجلس العسكرى من خلافات؛ بسبب إصراره على التدخل فى أمور الجيش.. وبسبب حمايته لجماعات الإرهاب فى سيناء، ومنعه الجيش من محاربتهم.. وبسبب إصراره على مطالبة الجيش بفض «اعتصام الاتحادية» بالقوة دون النظر إلى حجم الخسائر والتبعات.. وتعتبر هذه التقارير تلك المسائل الثلاث بداية ثورة 30 يونيو.. بينما يعتبر آخرون، أنَّ هذه الثورة بدأ الترتيب لها منذ إعلان فوز مرسى بالرئاسة فى يونيو 2012.. وآخرون أيضاً يرون أن الثورة بدأت فعلياً بعد أحداث ما يسمى «خدعة 12 أغسطس 2012» الشهيرة التى أطاح فيها مرسى بالمشير طنطاوى، والفريق أول عنان، ومعظم قيادات الجيش، وأصدر قراره بتعيين السيسى وزيراً للدفاع خلفاً لطنطاوى.. ظناً منه أنه استطاع اخترق قيادة الجيش التى اتهمها فيما بعد بأنها كانت تدبر للانقلاب عليه بعد أيام.. وتحديداً فى 24 أغسطس وفقاً لما جاء فى جلسات محاكمة مرسى بعد ذلك.
•• أما تقديرنا الشخصى..
فهو أن ثورة 30 يونيو قد بدأت بالفعل 10 فبراير 2011 مع إصدار المجلس الأعلى للقوات المسلحة بيانه الأول بتأييده للثورة ولمطالب الشعب.