بعد خمس سنوات من قيام ثورة 30 يونيو عام 2013 يتبادر إلى الذهن سؤال لماذا قامت هذه الثورة؟ ولماذا سقط حكم جماعة الإخوان؟
نقولها بوضوح إن ثورة يونيو لم تكن فى الحقيقة سوى قرار شعبى اتخذته جماهير شعب مصر وعن إرادة خالصة، لتصحيح مسار ما حدث فى الخامس والعشرين من يناير عام 2011، ودون الدخول فى جدل هل ما حدث يوم 30 يونيو يمكن توصيفه ثورة أم لا؟ فمن المؤكد أنها -بلا أى شك– تعد استرداداً لما تم اختطافه من قبل جماعة الإخوان عندما استولت على ثورة يناير!
ودعونا نتفق، أن وصول الإخوان للسلطة شكل فى حقيقة الأمر وضعاً كارثياً صادماً للمصريين، خاصة عندما رشح قادة مكتب الإرشاد د. محمد مرسى بديلاً لخيرت الشاطر فى أول انتخابات للرئاسة بعد ثورة يناير، وفى اعتقادى أن هذا الترشيح البديل الاضطرارى، كان أحد عوامل تفاقم الأزمة السياسية التى تصاعدت حدتها بمجرد أداء مرسى القسم رئيساً لمصر.
وليس سراً التأكيد أن الرجل الذى جاء عن طريق الصدفة، لم يكن مؤهلاً لهذا المنصب الرفيع لا سياسياً ولا بروتوكولياً، ما جعل مكتب الإرشاد يحل محله ويقوم بدور محرك قطع الشطرنج على الرقعة السياسية التى شابها الكثير من الغموض بسبب ضبابية الرؤية فى ذلك الوقت.
وكانت نتيجة انتخابات يونيو عام 2012 الرئاسية أحد الألغاز الغامضة حتى الآن بعد أن وصل السباق الرئاسى إلى منتهاه بمواجهة شرسة بين مرشح الإخوان «مرسى»، والمرشح المنافس الفريق أحمد شفيق.
ونتساءل: هل كانت النتيجة لصالح «شفيق» وتم تعديلها لصالح «مرسى» لأسباب مجهولة حتى اللحظة؟ وأن ما تردد إذا فاز شفيق سيحرق الإخوان البلاد أرى أن فيه كثيراً من المبالغة، وإن كان غير مستبعد.
إن كل الشواهد تشير إلى أن أحداث يوم المؤتمر الصحفى لإعلان النتيجة تعنى أن ثمة تغييرات حدثت فقد كانت كل المعلومات تفيد تقدم «شفيق» على «مرسى» وأن النتيجة المتوقعة فوز الأول بفارق واضح وإن كان ليس كبيرا وقد أكدت هذه المعلومات أن تعليمات وجهت للحرس الجمهورى لاستلام مقر إقامة الفريق أحمد شفيق بمجرد إعلان النتيجة فى المؤتمر الصحفى الذى تأخر موعد انعقاده لسبب غير معروف، غير أنه قبل دقائق من إعلان اسم الفائز وردت معلومات جديدة مفادها أن النتيجة فوز «مرسى»!
إذن، ماذا حدث فى الساعتين الأخيرتين السابقتين للمؤتمر الصحفى الذى كان منقولاً على الهواء ونقله العالم كله عن التليفزيون المصرى؟ وهل عدلت النتيجة؟ أم أن عدداً غير متوقع من الأصوات لم يكن فى الحسبان جاء لصالح مرشح الإخوان؟ الأمر الذى قلب الموازين وكان نقطة البداية لعهد جديد معروف الهوية لكنه مجهول العاقبة والعواقب!
وفى المقال القادم نواصل إلقاء الضوء على كواليس الأيام الأخيرة فى حكم الإخوان، الأمر الذى سرع وتيرة الاحداث ما أدى إلى قيام ثورة الثلاثين من يونية!!