رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

إلى متى يفتعل الصغار الأزمات لتكبر وتتضخم، ولا يوئِدها إلا تدخل الرئيس شخصيًا؟!.. قبل شهر افتعلوا أزمة مع اللاعب محمد صلاح، لم يحلها إلا الرئيس شخصيًا. وقبل يومين افتعلوا أزمة جديدة مع مُنتجى الفيلم السينمائى «كارما»، ومنعوا عرضه رغم حصوله على تراخيص الانتاج وتصاريح العرض، فأطلقوا العنان للشائعات حول اسباب المنع، فتدخل الرئيس وأمر بعرض الفيلم، وكأنَّ الرئيس ليس لديه ما يُشغِله حتى يتفرغ لحل مشكلة اعلان، ومشكلة فيلم!!..

والفيلم الذى أباحوا عرضه بعد يوم من منعه حاصل على تراخيص وموافقات على القصة والسيناريو والانتاج وأيضًا العرض والتوزيع، وتم دعوة العديد من الاعلاميين والصحفيين والدبلوماسيين وسفراء بعض الدول والبرلمانيين ورجال وسيدات المجتمع لمشاهدته فى عرض خاص مساء الثلاثاء، وقبل ساعات، وبعد توجيه الدعوات تلقينا اتصالات تعتذر عن الدعوة؛ لأن الفيلم صدرت تعليمات بمنعه. وانطلقت الشائعات كالنار تحرق الحقيقة وتُخلِّف دخانا كثيفا يحجب رؤية مستقبل الفن والثقافة وحرية الابداع فى مصر.. ولم يظهر أحد من صغار كبار المسئولين ليُعلِن عن أسباب المنع، فانطلقت التكهنات لتؤكد أنَّ «الدولة» تخشى عرض الفيلم لأنَّه يكشف عن حالة الفقر والضياع بالمجتمع، وأنها تنتقم من المُخرج خالد يوسف الذى أصبح مُتمردًا على النظام، ويتعمد البحث فقط عن كل ما هو سيئ ليُظهِر «مصر» بصورة سيئة غير حقيقية، فيها تحريض على الفتنة ودعوة إلى التمرد.. لم تترك الشائعات سببًا إلا وأوردته إلى أنْ تراجعت الرقابة على المُصنفات الفنية عن قرار المنع وسمحت بعرض الفيلم، وأيضًا دون ابداء أسباب لتكشف عن تخبط واضح وسوء إدارة.

وبدعوة مَن المخرج خالد يوسف شاهدت الفيلم ليلة أمس الأول فى عرض خاص، ولم أجد فيه أى جهد لكشف المستور أو نبش المدفون فى قاع المجتمع ليُظهر سوءاته. وفيلم «كارما» فى مُجملِه عمل «فنى» رائع جدًا، يُسلِّط الضوء دون تكلُّف على نموذجين فى المجتمع المصرى يُمثلان طبقة تعيش فى غِنى فاحش، والطبقة الأخرى تعيش فى فقر مُدقع، والطبقة المتوسطة لا نكاد نراها.. والفيلم رغم الشائعات التى حامت حوله بعد منعه وقبل السماح بعرضه لا يُحرِّض على فتنة بين المسلمين والمسيحيين، كما ادَّعى المُدَّعون، ولا يدعو إلى الثورة كما توهم الواهمون، بل على العكس، فإنَّ الفيلم يدعو إلى التسامح والتصالح، ويُركِّز على حقيقة أنَّ «الدين لله والوطن للجميع» لا يجب أبدًا أن تظل مجرد مقولة نرددها بلا وعى بأنَّ الله حين خلقنا «جميعًا» لم يُميِّز بيننا، وترك لنا حرية العبادة واختيار الديانة.. وأهم ما ركَّز عليه الفيلم وهو يعرض لمشاهد الفقر والغِنى فى المجتمع، أنَّ هذا الفقر جريمة يُشارِك فيها الجميع، الأغنياء والحكومة وأيضًا الفقراء أنفسهم..

[email protected]