رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

لله والوطن

فجأة.. انشغلت مواقع التواصل الاجتماعى بنشر العديد من الصور للدكتور يوسف والى وزير الزراعة «التاريخي» فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك.. وهو يرقد غائبا عن الوعى فوق سريره بمستشفى الزراعيين.. ومع هذه الصور كم مؤسف من عبارات الشماتة والتشفى والغليل والحقد و«الاغتيال المعنوي» للرجل الذى يبدو وأنه يقترب من الرحيل.. بعد أن تجاوز عمره 86 عامًا.

•• وصفناه بـ «التاريخي»

لأن يوسف والى كان بالفعل واحدًا من أبرز القيادات فى عهد مبارك.. ليس كوزير زراعة فقط.. ولكن أيضا كقيادة سياسية.. وظل فى منصبه لأكثر من 20 عاما.. وشغل منصب أمين عام الحزب الوطنى المنحل.. كما شغل منصب نائب رئيس الوزراء.. وكان من أبرز رموز صراع «جناح الحرس القديم» الموالى لمبارك.. إلى جانب صفوت الشريف وكمال الشاذلى وزكريا عزمى وحسين سالم وغيرهم.. فى مواجهة «جناح الحرس الجديد» بزعامة أحمد عز الداعى الى توريث الحكم لجمال مبارك.. ذلك الصراع الذى كان الفتيل الحقيقى لإشعال الشارع المصرى فى 25 يناير 2011.. انتهاء بعزل مبارك وجمال وكل أعوانهما.

•• كما أن والى

أثار الكثير من الجدل واللغط من حوله طوال فترة شغله لمنصب وزير الزراعة التى امتدت لعشرين عاما.. وخاصة فيما يتعلق بملف «التطبيع الزراعي» مع اسرائيل.. وكنا نصفه فى باب «عصفورة الوفد» تارة بـ«وزير الفراولة» وأخرى بـ «وزير الكنتالوب».. نظرا لما عرف عنه من اهتمامه بإدخال حاصلات زراعية هامشية مثل الكنتالوب والفراولة الى مصر.. على حساب عدم التوسع فى زراعة المحاصيل الرئيسية.. وعقب انهيار نظام مبارك  واجه الدكتور والى سيلا من القضايا والاتهامات.. منها اتهامه بإدخال مبيدات زراعية مسرطنة إلى البلاد.. واتهامه أيضا ببيع أرض جزيرة «البياضية» فى الأقصر لرجل الأعمال حسين سالم بالمخالفة للقانون.. كما واجه اتهامات بتسهيل الاستيلاء على المال العام والإضرار العمدى به وتربيح الغير.. غير أنه حصل على البراءة بأحكام قضائية من معظم هذه الاتهامات.

إلى جانب قضايا أخرى تتعلق بوقائع فساد فى استغلال أراضٍ تتبع الوزارة.. قرأنا أن قاضى التحقيق المنتدب لها أصدر مؤخرا قرارا بضبط الوزير السابق وإحضاره فيها.. بعد أن تغيب عن الحضور تلبية لاستدعاء المحكمة.. وهو ما ينفيه محاميه.. ويؤكد عجزه عن مغادرة منزله منذ 18 شهرا بسبب مرضه.

•• هنا بيت القصيد

وهنا يحق لنا التفكير فى مغزى تزامن انتشار هذه الصور مع ما يُنشَر حول صدور قرار بضبط واحضار الدكتور والي.. والذى يزيد الأمر غموضا أن أسرة الوزير السابق ـ وهى أسرة كبيرة وعريقة ـ لم يصدر منها أى رد فعل أو حتى استياء حتى الآن من نشر الصور بهذا الشكل المسىء والمهين واللاأخلاقى والذى لا يليق برجل بلغ من السن أرذله.. وقد لا يدرى بأن شخصا ما قد التقط له الصور ونشرها.. وهذا غالبا هو ما حدث.. لأن الاحتمال الثانى أسوأ.. وأكثر إهانة.. وهو أن تكون الصور مُسربة قصدا للتهرب من مثوله أمام القضاء.. وهو احتمال نميل الى استبعاده.. ونربأ بأسرة والى أو هيئة دفاعه أن تلجأ إليه.. حفاظا على تاريخ الرجل ومكانته وهيبته.. حتى وإن كنا نختلف سياسيا معه.