رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

حكاية وطن

قرأت حوارين نشرا فى يوم واحد أمس الأول بالصدفة أحدهما فى «الأهرام» مع الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق، والحوار الثانى فى «الوطن» مع الدكتور محمد رجب آخر أمناء الحزب الوطنى قبل قيام ثورة 25 يناير.

وتوقفت فى الحوار مع سرور الذى كان أيضًا عضوا بالمكتب السياسى للحزب الوطنى ورأس مجلس الشعب أكثر من 20 عامًا متواصلة عند فقرتين مهمتين، قال سرور فى الحوار: كنت أتمنى أن يسلم الرئيس مبارك الراية للرئيس السيسى لكى يستكمل الإصلاح، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فقد قامت ثورة 25 يناير بسبب بعض الأخطاء التى سبق أن لاحظها مجلس الشعب. وفى الفقرة الثانية وصف سرور الإخوان بأنهم جماعة إرهابية استولت على السلطة، وسوف يكتب التاريخ فيما بعد خفايا وأسرار هذا الاستيلاء، كما اتهم الإخوان فى سطر آخر باغتصاب السلطة.

وقال «رجب» الذى كان أيضًا زعيمًا للأغلبية فى مجلس الشورى إن مبارك كان رجلاً وطنيًا، لكنه أخطأ، وابتعد عن الحكم خاصة فى السنوات الأخيرة، مبارك أخطأ وأصاب لكنه حاول أن يؤدى دوره بما تحكم به الظروف، وتحدث رجب قائلاً: إن الحزب الوطنى عقد صفقة مع الإخوان حصل بموجبها الإخوان على 88 مقعدًا فى مجلس الشعب بانتخابات 2005، وقال لو كانت الحكومة أو الحزب غير راضٍ عن الإخوان لأسقطهم فى الانتخابات بطريقة أو أخرى. وقال رجب: كان فيه «ناس» مع الحزب الوطنى قبل 25 يناير، ثم ارتموا فى أحضان الإخوان بعد 25 يناير، ثم انتقلوا إلى أحضان الدولة بعد 30 يونيه، ووصفهم بأنهم بتوع كله، ومعروفون بالاسم.

عندما يتكلم سرور ورجب فهذه شهادة للتاريخ تكشف بعض أسرار نظام مبارك الذى اعتمد على حكم الفرد الديكتاتورى فسقط فى الفساد السياسى والفساد الاقتصادى، وعندما طفح الكيل خرج الشعب يوم 25 يناير يطالب بالعيش والحرية والكرامة الاجتماعية، فلو كانت مصر فى ذلك الوقت دولة مؤسسات لتدخل مجلس الشعب الذى كان سرور على قمته أكثر من 20 عامًا، وتحدث رجب مع حزبه الذى كان يزعم أنه حزب الأغلبية ولكن بالبلطجة والتزوير، سرور نسب الفشل إلى نظام مبارك بالكامل، ورجب نسبه إلى مبارك شخصيًا. والخطير فى كلام محمد رجب آخر أمين عام للحزب الوطنى عينه مبارك بعد استقالة الدكتور حسام بدراوى أنه اتهم مبارك بأنه كان لا يحكم مصر فى السنوات الأخيرة ورغم ذلك قبل رجب أن يدافع عن نظام لا يعرف من يحكمه، رجب يقول إن مبارك ابتعد عن الحكم فى السنوات الأخيرة، فمن الذى كان يحكم مصر فى هذه السنوات، وبدأت من أى عام؟ هل كان يحكم جمال مبارك الذى كان يريد أن يرث الحكم من والده؟ وهل كان رجب مع مبارك أم مع جمال؟ وسرور يقول إن أخطاء الحكم التى أدت إلى قيام ثورة 25 يناير كان يعلم بها مجلس الشعب، والسؤال: لماذا تكتمت يا دكتور على هذا الخطر وأنت على قمة السلطة التشريعة؟ هل هو التمسك بالمنصب حتى لو كان هناك خطر يهدد بسقوط الدولة؟

هل كان مجلس الشعب فى هذه الفترة التى كانت تشهد بوادر خطر على البلاد يمثل الشعب أم كان يمثل نظامًا على حافة الهاوية؟ ورجب يعترف أن الحكومة والحزب الوطنى عقدا صفقة مع الإخوان لدخولهم مجلس الشعب بـ88 مقعدًا، مقابل ماذا يا دكتور رجب تمت هذه الصفقة؟ هل مقابل تأييدهم لتوريث جمال مبارك للرئاسة؟

هذا اعتراف من رجب بأن النظام الحاكم فى هذه الفترة، هو الذى سلم القط مفتاح القرار، فانقلب السحر على الساحر، وقال رجب فى حواره إن الإخوان ركبوا الموجة بعد 25 يناير مباشرة، ورفضوا أن يتحدثوا مع أحد وتغيرت نبرتهم فى الحديث، وأن أحد قيادات الإخوان اتصل به تليفونيًا وتحدث معه بمنطق المنتصر، وقال له بصفته أمين الحزب الوطنى: عليك أن تسمع وتطيع!

الدكتور سرور والدكتور رجب أنتما وباقى نظام مبارك حضرتم العفريت ولم تفكروا صرفه.

الشعب المصرى فاهم كل حاجة يا دكاترة، وانتصر فى ثورة 30 يونيه، وأعاد مصر لأصحابها، أما الذين ظلوا يتنططون بين الوطنى والإخوان وثورة 30 يونيه فهؤلاء بعضهم أراجوزات يأكلون على كل الموائد!