لله والوطن
«رجل المتناقضات».. تعبير وصف به الكاتب الراحل جمال الغيطانى الدكتور محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية السابق «فى مرحلة ما بعد الإطاحة برئيس الإخوان محمد مرسى» ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق وصاحب التقرير الشهير عن الأسلحة الكيميائية العراقية الذى اتخذ ذريعة لإسقاط نظام صدام واحتلال وتدمير هذه الدولة الشقيقة التى أصبحت «أطلال دولة» الآن.
<>
لم يطلق هذه الوصف على البرادعى من فراغ.. بل رصد له سلسلة من المتناقضات استحق عنها اللقب.. مشيرًا إلى أنه ظل دائما يعمل على إعادة القوى المتاجرة بالدين إلى الحياة السياسية.. وأنه ناصر ثورة 30 يونيه نظريًا لكنه «عمليًا» كان يعمل على هدمها.. ومتعجبا من أن البرادعى يعتبر نفسه أبًا روحيًا للثورة رغم أنه لم يبذل من أجلها أى تضحية تذكر.
ويبدو أن هذا النهج المتناقض هو سلوك دائم اتسم به البرادعى طوال فترة ظهوره السياسى التى سبقت بقليل ثورة 25 يناير.. وبعد قيام الثورة مروراً بالفترة الانتقالية الأولى لحكم المجلس العسكرى.. ثم حكم الرئيس المعزول محمد مرسى.. وانتهاءً بثورة 30 يونيه وما بعدها.. عندما سقط قناعه الزائف.. ورحل إلى منفاه الاختيارى مفضلًا العيش فى مأواه الافتراضى على «تويتر».. حيث يطل علينا بين الفينة والأخرى ليرمى بكلمات مرتجفة.. مرتعشة.. كطبيعته.. ثم يمضي..!
< وخلال="" هذا="">
كان من السهل جدا رصد الكثير من المواقف السياسية المتناقضة للبرادعي.. ولعل موقفه من مسألة فض اعتصام «رابعة والنهضة» وإنهاء حكم الإخوان هو أبرز مثال لهذه التناقضات.. فعقب ثورة يناير طالب البرادعى بالقبض على رموز نظام مبارك الذين وصفهم بالعصابة.. وقال حرفياً: «بدون الاعتقال الفورى لرموز العصابة وقياداتها العليا الشكوك تتزايد والثورة فى خطر جسيم».. وهو ما تناقض بعد ثورة 30 يونيه مع موقفه من قيادات الإخوان.. حيث كان يطالب بوقف اعتقال رموز نظام الإخوان وبعدم استخدام القوة فى فض اعتصامى رابعة والنهضة.. هذه المسألة تحديدا ظل يتاجر بها فى تصريحاته و«تغريداته» حتى الآن.. ويضاف الى ذلك الكثير من المواقف والآراء المتضاربة والمتعارضة التى لا يتسع المجال هنا لسردها.
<>
عاد البرادعى ليواصل تناقضاته وأعاجيبه.. مغردا برأى غريب فى أحداث الأردن الحالية التى قد تبدو فى جانب كبير منها مشابهة لإرهاصات ثورة 25 يناير فى مصر.. حيث كتب على حسابه فى تويتر: «هل صحيح ما يتردد أن الأردن تتم معاقبته بسبب موقفه الرافض لتصفية القضية الفلسطينية».
خطورة هذا الكلام.. هو أنه يعنى اعترافه ضمنياً بوجود أطراف خارجية تحرك مظاهرات واحتجاجات الشعب الأردني.. لمعاقبة نظام المملكة على مواقفه السياسية.. وهذا يقود بشكل مباشر الى سؤال نطرحه على البرادعي.. وهو: ما رأيك الآن إذن فيما سبق أن قاله الرئيس الأسبق مبارك: ان ثورة يناير كانت صناعة أمريكية عقابا له لأنه رفض ضغوطهم لإقامة قواعد عسكرية لهم فى مصر.. ورفض أيضا منح اسرائيل ماء النيل أو أراضى فى سيناء؟