رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نظرة للمستقبل

 

حالّو يا حالّو رمضان كريم يا حالّو. حل الكيس وادينا بقشيش لا نروح منجيش يا حالّو. لياليك الحلوة الزينة عالجمهورية هلوا. حالّو يا حالّو رمضان كريم يا حالّو. لا تأتى نسمات شهر رمضان إلا عندما نسمع هذه الكلمات التى نستشعر من خلالها قدوم شهر الخير وعندما يتم ترديدها من خلال الأطفال يكون لها سماع آخر، فالمقصود بهذه الكلمات الرنانة، وهى حالّو يا حالّو فقيل حالّو أى أقدم بالخير والبركات وحلت هذه البركة على الكون ولهذه الأغنية ارتباط قوى جداً بالفانوس الذى يعشقه أطفال المسلمين الذين يطوفون الشوارع فرحاً وسروراً باجتماع الأغنية والفانوس وفى بعض الأوقات مطالبين الأهالى بقطع من الحلوى.

ومن هنا انطلقت أنشودة الأطفال ويتم ترديدها أحياناً مع قدوم المسحراتى، الذى يعد تراثاً تاريخياً عند المصريين مثل هذه الأغنية تماماً، فهى من زمن بعيد ولكن عندما نسمعها ونرجع بذكرياتنا إلى زمن كان فيه أغانى رمضان معدودة ونسمعها فإنها لها رونقها الخاص حتى بعد كل هذا الزمن نشتاق ونرجع إلى ما تربينا عليه فحالّو يا حالّو ليست مجرد كلمات أغنية، إنما هى حقبة زمنية نعيش فيها عندما نسمع كلماتها، فهل أطفال هذا الزمن تعد هذه الأغنية وأمثالها من الأغانى تمثلهم فى هذه الحقبة الزمنية أم لا؟

فالحقيقة التى أراها بعينى أنها حتى فى هذه الأوقات تتمثل فى كثير من الأطفال فعندما نسير فى أحياء بعض المناطق والأرياف نجدهم متمسكين بتراثنا القديم ويعشقونه وذلك لما يتربون عليه، فالأسرة أيضا لها دور مهم فى حفظ التراث العظيم الذى له هيبته ورونقه، الذى ينظف الأذن من سماع ما يؤذيها، فعندما أسمع أغنية «حالّو» تخطر على بالى ذكريات وأفكار كثيرة وأتذكر الفانوس الذى كان يشتريه والدى أو جدتى كل سنة وبفتكر لمتنا كلنا على السفرة على الفطار وحاجات ولقطات أكتر بتمر بسرعة قدامى، فشهر رمضان شهر يأتى مرّة فى كلّ سنة، لكن فضله خير من ألف سنة وذلك لأنّ الله نزل القرآن فيه، تحديداً فى ليلة القدر التى تُعادل بخيرها وفضلها أكثر من فضل ألف شهر، وعلى سبيل الطقوس الروحانية التى تسبب السعادة زينة رمضان التى لها بهجة خاصة، حيث يتم تزيين الشوارع والحارات بالرايات والأعلام والبيارق الورقية منذ آخر أيام فى شهر شعبان، فهذه الزينة عندما تراها وهى ترفرف بألوانها البديعة تجد ابتسامة على وجهك لا إرادية، وأيضاً موائد الرحمن وهى تنتشر فى القاهرة وباقى المحافظات المصرية، والتى أصبحت من الرموز والطقوس الاجتماعية التى تلازم شهر الصوم عند المصريين. وهى موائد طعام يقيمها ميسورو الحال؛ لتقديم طعام الإفطار للفقراء، أو للذين فاتهم الوصول إلى المنازل للإفطار كشرطة المرور والسائقين وعمال النظافة. بعض هذه الموائد يقيمها التجار، وأخرى يقيمها الفنانون، والبعض الآخر تقيمه المؤسسات الدينية الإسلامية، حيث يتم إعدادها فى خيم قماشية، أو فى الساحات العامة، وباحات الجوامع أو فى الشوارع.