رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

تابع 2 مليار مشاهد عبر العالم حفل زفاف الأمير هارى، من الممثلة الأمريكية ميجان ماركل فى حفل أسطورى، ربما لم يشهده افراد العائلة المالكة البريطانية من قبل بهذه الصورة.. وتحدثت فضائيات العالم عن عمر الأمير وعمر العروس.. وتحدثت عن عذرية العروس وكسر البروتوكول والأعراف الملكية.. إلى غير ذلك.. لكن لم تنشغل هذه الفضائيات بهدية زفاف الأمير!

وقبل ان أتحدث عن الهدية موضوع المقال، أود أن أتحدث عن الدعوة الملكية، ثم فستان العروس وبدلة العريس.. فقد حددت الدعوة الملكية طريقة اللبس وطريقة الحركة داخل الحفل.. فكل هذه الأمور تخضع لقواعد ملكية لا يمكن التفريط فيها.. فلا أحد يمكنه أن يلبس فستاناً ابيض إلا العروس.. ولا يمكن أن تلبس أى سيدة سواريه مفتوحاً او كاشفاً أو قصيراً أى «ميكروجيب»!

إنها قمة الانضباط فى التقاليد.. العدد 600 مدعو.. منهم 200 من أصدقاء العريس.. الملابس ليست بيضاء بالنسبة للنساء، الأبيض للعروس فقط، ولا تكشف الأكتاف ولا السيقان وليست ضيقة.. أيضاً ليست سوداء لأنها لون الحزن.. صحيح أن بعض التقاليد تغيرت.. حتى من ضمنها عذرية العروس.. وفى هذا الشأن وقعت الملكة مرسوماً باعفائها، ليتمكنا من إتمام عقد القران!

أما التشديد على «العذرية» فالهدف منه ألا تكون هناك علاقات سابقة على الزواج.. ومعناه ألا يكون الدم الملكى مختلطاً.. بحيث إذا كان صاحبنا الأمير سيتولى العرش فى يوم ما، يكون إنجليزياً صرفاً.. وأظن أن الأجيال الجديدة من الأسرة المالكة لم تعد تهتم.. كما أن الملكة اصبحت توقع المراسيم لإنجاز المهمة.. وأول من كسر هذه القواعد المقدسة كان الأمير تشارلز نفسه!

وإذا كانت القواعد الملكية لم تترك صغيرة ولا كبيرة تتعلق بالدعوة الملكية وطباعتها، وملابس المدعوين وتحركاتهم، فإن هناك أموراً تتعلق بتحرك العروس داخل القصر.. وهذه لها معلم خاص بدرجة مستشار، يعلمها الانحناء أمام الملكة فتخاطبها بلقب «جلالتك» وليس «طانط إليزابيث»!، وقواعد أخرى ينبغى مراعتها حتى لا تكون مثار إحراج للعائلة، وكل هذا يتم بشكل صارم!

وبالتأكيد فإن المدعوّين يقدمون هدايا حفل الزفاف للعروسين.. وهى ما أريد أن اصل إليه.. فما هى هدية الزفاف؟.. هل هؤلاء المدعوّون من علية القوم؟.. هل يحملون معهم هدايا الألماظ والياقوت والمرجان وغيرها من سائر المجوهرات، كما راينا بعض الزيجات لأمراء العرب مؤخراً؟.. فما هى مواصفات الهدايا؟.. هل ينتظر العروسان الملكيان  فتح مغارة على بابا؟.. الإجابة لأ!

فلا العروسان استقبلا الألماس ولا المرجان.. وإنما طلبا من المدعوّين إن كانت لديهم الرغبة فى تقديم هدايا أن يجعلوها تبرعات للجمعيات الخيرية.. هكذا يفكر الغرب «الكافر».. التبرع للخير، وليس الفشخرة على الغير.. الهدايا للناس.. فهل نقتدى بهذه العادات؟.. أتمنى!