عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بريق الأمل

 

 

*هناك مقولة تقول «لا دولة فاضلة دون مواطن فاضل» لقد حرصت المجتمعات المتقدمة على تعميق الشعور بالانتماء لدى شبابها لأنه يمثل حجر الزاوية في حياة تلك المجتمعات واستقرارها وتماسكها بل ومن الدوافع الرئيسية لتقدمها والنجاح في تحقيق الانتماء يعني أن هناك أناسًا يسبحون في اتجاه السفينة، ولا يضيعون وقتهم في انتظارها. وتتطلب الممارسة العملية لسلوك الانتماء والمواطنة في المجتمع، أن يستطيع الفرد أن يشارك بنفسه في أنشطة المجتمع المختلفة  فالانتماء ليس مصطلحًا يستخدم في الأغراض السياسية فقط، ولكنه مفهوم فلسفي متحرك، يمكن إدراكه في ضوء مرحلة تاريخية محددة، وفي إطار اجتماعي بذاته. وهو نتاج للعديد من المعطيات والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية في المجتمع. وإذا كان الانتماء يعمل على بناء وتنمية العلاقات الاجتماعية السليمة، فإن الولاء يعمل على جعل الانتماء واقعاً وحقيقة ثابتة‏‏. ويمثل الولاء المدخل الصحيح للانتماء حيث إنه بدون حدوث الولاء سوف يصبح الانتماء شكلياً أو مظهرياً، وبالتالي يتم تفريغ العلاقات الاجتماعية من مضمونها‏. والهوية أحد عوامل الانتماء الهامة نظراً لأنها وحدة من المشاعر الداخلية التي تتمثل في الشعور بالاستمرارية والتمايز. يتم ترديد مصطلح أو مفهوم (الولاء والانتماء للوطن) كثيرا في كافة المحافل السياسية والثقافية والتربوية، باعتباره ركيزة من ركائز القيم الوطنية التي أضحت من الضرورات الأساسية في عالمنا المعاصر، نظراً لما تتضمنه من معانٍ ودلالات عظيمة تمثل أساساً للفطرة السليمة التي ينظر إليها بكثير من الاحترام والتقدير.

إن انتماء الإنسان إلى وطنه هو انتماء يشمل كل الأمور التي تخصه، فالوطن ليس حيزًا جغرافيًّا نعيش به فحسب، بل أكبر من ذلك بكثير، وكلمة وطن أشمل وأعمُّ من ذلك بكثير؛ فالوطن هو تاريخ المرء، وجذوره، وأسلافه، ومخزونه الثقافي، وكل ما يَمُتُّ إليه بصلة، فالوطن جزءٌ من كِيان الأمة ومحبته والولاء له والانتماء إليه، إن مفاهيم الانتماء والولاء للوطن يكتسبها الإنسان من تلقاء ذاته، ولا تُملى عليه، إلا أن الضرورة تحتم غرسها وتعزيزها في نفس كل مواطن ليمارس حقوقه المشروعة، متحلياً بأخلاقيات المواطنة والسلوكيات السليمة. فمثلا انتساب الولد إلى أبيه هو انتماء واعتزازه به، ومفهوم الانتماء الوطني وراثي يولد مع الفرد من خلال ارتباطه بوالديه وبالأرض، وهو مكتسب بحكم الواقع، حيث ينمو ويترعرع وينشأ منذ نعومة أظافره ويرتبط بالوطن من خلال مؤسسات المجتمع المتمثلة في المسجد والمدرسة والأسرة وما يحيط به من عوامل طبيعية وصناعية.

 الانتماء للوطن والولاء له من القيم السامية النبيلة، ومن أبرز مظاهر القيم الوطنية التي يراد تعزيزها. ولقد ظهرت الكثير من مضامين الانتماء الوطني الجيدة من خلال الشحنات الوجدانية الإيجابية لدى المواطنين كحربنا على الإرهاب مثلا .كما يُعد الانتماء الوطني حاجة ضرورية وهامة تشعر الفرد بالروابط المشتركة بينه وأفراد مجتمعه، وتقوية شعوره بالانتماء للوطن وتوجيهه توجيهاً يجعله يفتخر بالانتماء ويتفانى في حب وطنه ويضحي من أجله. آه لو تعلمون كيف يكون حب الوطن إنه حب لا إرادى يكبر مع العقل والوجدان .وطنى لو شغلت بالخلد عنك نازعتنى إليه فى الخلد نفسي، أو كما قال الشاعر(بلادى وإن جارت عليّ عزيزة . وأهلى وإن ضنوا عليّ كرام).