عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

 

 

 

ما حكم تبنى طفل آلى؟.. وما رأى الشرع فيمن يعاشر امرأة آلية؟.. لو سألت أحدا ممن يتعرضون للفتوى عن حكم تبنى الرجل لطفل آلى ويتخذه ولداً، أو سألته عن حكم مُعاشرة الرجل لامرأة آلية، يتخذها زوجة أو رفيقة له، لعجز عن إبداء الرأى الشرعى، واكتفى بالاستنكار والقول: «أعوذ بالله» وهل وصل الأمر الى هذا الحد؟!.. «لقد أصبحنا فى آخر الزمان».. هذا ما سيقوله، بعيداً عن فقه الواقع.

لقد أصبحنا نعيش فى عالم يستلزم تجديد الفقه، وليس مجرد تجديد الخطاب الدينى، لمواجهة التطور التكنولوجى الهائل الذى يشهده العالم. فلا تكاد تمر ساعة إلا ويجد جديد.. ولعل من أهم ما أدخلته التكنولوجيا بحياة البشر، هو التعايش مع الروبوت «الإنسان الآلى». ولم يعد الأمر مقصوراً على استخدام الإنسان الآلى فى مجال التصنيع وقيادة السيارات والقطارات، وتنظيف المنزل، بل تعدى الأمر ذلك بكثير، ودخل الإنسان الآلى البيوت ليؤدى دوراً، بل أدواراً أخرى غير الخدمة.. أصبح هناك روبوت يؤدى دور الابن، يؤنس وحدة من لم يرزقهم الله الخلفة.. وهذا الطفل الآلى يتفاعل مع البشر.. يضحك ويبكى ويغنى ويرقص ويتحدث.. والزوجة الآلية أو الرفيقة باتت فى بعض البيوت فى أوروبا، وغداً ستكون فى بيوت العرب ومنهم مسلمون، ومنهم من سيعاشرها كامرأة تماماً، يستمتع بها دون إنجاب بالطبع، ومع هذه المتغيرات القادمة بقوة أصبح السؤال ضرورياً: هل استعدت مجامع الفقه الإسلامى للرد على تساؤلات وفتاوى ستكون فى الغد أسئلة عادية عن  حُكم الشرع فى معاشرة الآلة جنسياً، هل هو ذنا، أم هو مُباح للضرورة، أم حلال على الاطلاق؟!.. وما  رأى الشرع فى تبنى طفل آلى؟.. هل هو حرام أم مباح فى حالات، أم حلال؟

العالم يتغير كل ساعة، والمسلمون جزء من هذا العالم المتغير، يؤثرون فيه ويتأثرون، وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة يستخدمونها كغيرهم من أهل الأرض، فهل استعد الفقهاء للمواجهة؟.. فالفقه الإسلامى فى معظمه «يعتمد على التراث الفقهى الا قليلاً، ولم يواكب التقدم الهائل فى حياة الناس، لذلك تصطدم.. بعض الفتاوى  بالواقع وضروريات العصر، ما يخلق حالة من حالات انكار.. وعدم تقبل هذه الفتاوى الجامدة، التى تخرج من معامل إنتاج الفتوى المتشنجة التى تمتلئ بالتهديد والوعيد، بتحميل النصوص والوقائع ما لا تحتمل من تأويل ودلالة بغرض تصدير النهى والتحريم بلا اقتضاء، حتى أصبح كل شىء مُحرماً ومنهياً عنه.

 

[email protected]