رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

 

يستطرد فريدمان قائلاً:

إن قرار أمريكا بمشاركة قوى أخرى فى صفقة نووية مع إيران تعارضها اسرائىل بشدة، وكذا السعودية والإمارات زادت من غضب الدول السائرة فى فلك أمريكا فى الشرق الأوسط، فالتسهيل عمليًا من أمريكا فى زيادة نفوذ إيران فى العراق ولبنان وسوريا ترك دول الخليج تشعر بأنها محاصرة وترك إسرائيل تشعر بضعف موقفها، وأضاف جهد إيران فى عزل اليمن عن منطقة النفوذ السعودى أضاف إلى عرب الخليج الشعور بأنهم محاصرون من إيران، وعجز أمريكا عن تقويض مكاسب إيران فى النفوذ الإقليمى اقتنع كل التابعين لأمريكا بأن عليهم أن يزيدوا من اعتمادهم على أنفسهم، فقد رأوا نفوذ أمريكا على القوى الدولية الرئيسية على مائدة المفاوضات مع إيران يتراجع ضمنياً وتقل أهميتهم بينما تتصاعد مكانة إيران كالقوة الكبرى فى المنطقة.

تصل الدول الضالعة فى فلك أمريكا بأنها الآن تتعامل مع قوة حامية تزيد من الارتباك الداخلى بالنسبة لطبيعة ومدى حجم انشغالها خارج أمريكا، وتشعر هذه الدول بالقلق من ربط أمنها وطموحاتها بشريك يمر بهذه المرحلة من الارتباك والنتيجة الآن هى سعى كل الدول العميلة لأمريكا فى المنطقة نحو تنويع علاقاتها الدولية حتى توازن وتقلل استمرار اعتمادها على أمريكا.

وفى الوقت نفسه، فقد أصبحت النظرة لأمريكا على أنها قوة يمكن احتواؤها فى نظر إسرائيل ودول المنطقة، فقوة مثل أمريكا تملك قدرة عسكرية غير مسبوقة ليست لها بوصلة استراتيجية وسياسة واضحة وعدم قدرة واضحة على تمييز مصالحها عن مصالح الدول التى تعهدت بحمايتها منفردة، ويبدو أن الدول العميلة لأمريكا تشعر بأنها قادرة على تجنيد قوى أخرى تحميها وتساند استراتيجيتها وتستوعب مخاطرها السياسية، وقد قال نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، الآتى: «إننى أعرف ما هى أمريكا، فهى شىء يمكنك تحريكه بسهولة فى الاتجاه الصحيح ولن يعترضك أحد». وقد أثبت نتنياهو أنه يعرف ما يقوله، ماذا عن العمل الجليدى الذى فعلته السعودية مع ترامب فى المواجهة الأولى فى الخارج فى مايو الماضى؟ إن أمريكا تعامل فى كل مكان حاليًا كتابع وليس كقائد فى علاقاتها مع دول الشرق الأوسط.

كان آخر شعب فى المنطقة يعانى من خيبة الأمل فى أمريكا هو الشعب الكردى والفلسطينى اللذين سمحا لنفسيهما بالاعتماد على مساعدة أمريكا لهما، وقد أصبح واضحاً لكلا الشعبين أن أمريكا لم تعد تستثمر العمل كشرطى للمنطقة أو فى تشكيل وفرض نظام عام فى المنطقة يساعد على قيام دولة كردية أو دولة فلسطينية، وفى هذه الأثناء وفى ضوء قرار أمريكا المنفرد بشأن القدس، فقد سقط حلم إقامة دولة عن كلا الشعبين والحركتين الوطنيتين فى المنطقة وفى العالم الإسلامى بمعونة النفوذ الأمريكى.

وكانت روسيا هى المستفيد الأكبر لانحسار النفوذ الأمريكى وتراجعه فى المنطقة فضلاً عما جنته روسيا من بيع صفقات سلاح ضخمة فى المنطقة وتعاون عسكرى ودبلوماسى مع مصر وإسرائيل والعراق وقطر والسعودية وتركيا والإمارات، فضلاً عما كسبته من تقرير روابطها بإيران وسوريا، ولكن الصين مستعدة للتحرك أيضًا وعليها ضغوط للتقدم على المسرح كله، ويحتمل أن يكون تقدمها عن طريق إعادة تعمير سوريا كجزء من مشروع الحزام وطريق الحرير.

وحاليًا فحيثما تذهب الصين تتبعها الهند، وكانت الهند تاريخياً تعتبر الجزيرة العربية ودول الخليج مرتبطة بقوة بأمنها وكذلك بازدهارها.

ونقف عن هذه الفقرة حتى المقال التالى.

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد