لله والوطن
لم يكن متوقعا من عاصمتى الخيانة.. أنقرة والدوحة.. وأبواقهما الإعلامية.. غير هذه الحالة المثيرة للشفقة والأسى من الجنون والخبل.. وكذلك «الهيافة» على طريقة المثل الشعبى المصرى «علمنى الهيافة والنبى يابا».. والتى أصابتهم مع هبوط طائرة ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان بمطار القاهرة.
•• مخابيل فضائيات الفتنة
تركوا كل تفاصيل الزيارة المهمة.. وتفرغوا للعويل ولطم الخدود وشق الجيوب.. حول أوهام وأكاذيب وضلالات وتعليقات وملاحظات تافهة وساذجة لا يراها سواهم.
فترى أحد هؤلاء السفهاء يظهر متفذلكا متنطعا.. جازما بأن زيارة ولى العهد السعودى لم تتم إلا بعد صدور حكم المحكمة الدستورية المصرية الأخير.. الذى قضى بعدم الاعتداد بالأحكام القضائية التى صدرت من قبل فى القضايا الخاصة باتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية.
ويزعم هذا «النطع» أن صدور حكم «الدستورية» جاء بمثابة «هدية ترحيب» على حد وصفه بالضيف السعودى.. متجاهلا أن هذه الاتفاقية قد صارت أمرا واقعا لا خلاف عليه منذ أن أقرها البرلمان ودخلت بالفعل حيز التنفيذ.. فما الداعى فرضا لأن توجه الدولة المحكمة الدستورية من أجل إصدار هذا الحكم وفقا لما يدعيه هذا الأفاق.. موجها إهانة سافرة وغير مقبولة لأعلى هيئة قضائية فى البلد.. وهذا غير مستغرب من خائن مثله؟!
•• نطع آخر
من محترفى «الدعارة الإعلامية» فى مضاجع القطريين.. قام بتسخير برنامجه للحديث عن «أخطاء بروتوكولية» حدثت فى استقبال الرئيس السيسى لولى العهد السعودى.. وكيف أن محمد بن سلمان رفض أن ينزل من طائرته الا بعد أن يقف السيسى أسفل سلم الطائرة (!!).. وأنه رأى السفير السعودى فى المطار وهو «يخبط الرئيس كتفا ويقول له معلهش ريَّح كدة شوية»..!!
وهذا طبعا ليس إلا كلام مجانين.. لا يصدقه ولا يتصور حدوثه كل من لديه عقل يحترمه ويرفض أن يتلاعب به مثل هؤلاء الخونة و«الأرزقية» والأنطاع.
•• وليس غريبا
أن يعود نفس هذا «الآبق المأفون» مرة أخرى إلى الصراخ بعد الإعلان عن توقيع عدة اتفاقيات بين البلدين.. بينها اتفاقية استثمار مشتركة ضمن مشروع «نيوم» العملاق الذى يتم الاتفاق عليه بين السعودية ومصر والأردن.. زاعما أن هذه الاتفاقية تتضمن تنازل مصر عن مساحات كبيرة من أراضى جنوب سيناء والبحر الأحمر للجانب السعودى.. (!!)
مع أن ما حدث ليس أكثر من توقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين على إقامة مشروع سياحى وصناعى مشترك برأسمال 10 مليارات دولار.. تساهم فيه مصر بحصة توازى إيجار أرض المشروع.. وهذا مسموح به ضمن نظم الاستثمار المصرية ولا يمثل اختراعا غير مسبوق.. أو تختص به الدولة هذا المشروع السعودى.
•• هل تعلم
لماذا أظهر هؤلاء السفهاء والأنطاع كل هذا القدر من الفجور والجنون فى تناولهم لزيارة ولى العهد السعودى للقاهرة؟.. الإجابة هي: لأن هناك أبعادا ونتائج سياسية واقتصادية يعلمونها جيدا.. وتقلق من يدفعون لهم ثمن تنازلهم عن كرامتهم وشرفهم وضمائرهم على أعتاب مطارات عواصم الخسة والخيانة.