رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

قولوا ما شئتم عن «السيسى».. انتقدوه كيفما تُريدون، لكن تحريضَكم على مُقاطعة الانتخابات الرئاسية، هزلُ لا يليق أبدًا بمن يعتبرون أنفسهم النُخبة السياسية.. فليس هناك سببٌ للمقاطعة.. تمنيتُ أنْ يكون فى مصر مُعارضة ناضجة تسعى لتحقيق أهداف لخدمة الوطن، لكنى للأسف أرى أشخاصًا يتعاملون مع الموقف كصبيان، يفرحون لمجرد اللقاء.. يُطرِبهم سماع تصفيق المُحيطين، ويكفيهم مجرد خبر هنا وآخر هناك، يَذكُرهُم ولو بغير خير.. تمنيتُ أنْ يدعو أبو الفتوح وإخوانه، ومن بعده حمدين وأقرانه للذهاب إلى صناديق الانتخابات وعدم التصويت للسيسي، بدلًا من المُقاطعة.. تمنيت أنْ يُعدِدوا ما يرونه مساوئ للنظام، وإخفاقات للرئيس، ويطرحون حلولًا لمشاكلنا، لعلهم يقدمون خدمة للوطن..

يوم السبت الماضى اجتمع رئيس حزب مصر القوية، عبد المنعم أبو الفتوح، ورئيس حزب الإصلاح والتنمية، محمد أنور السادات، وأستاذ العلوم السياسية حازم حسني، والرئيس السابق للجهاز المركزى للمحاسبات هشام جنينة، ومستشار رئيس الجمهورية الأسبق عصام حجي، وهذا الأخير كان حتى شهرين ماضيين يدعو للمشاركة فى الانتخابات، وكتب تغريدة على تويتر قال فيها: «عزيزى المتشائم.. الانتخابات الرئاسية ومدى جديتها مرتبط بك أنت أولًا، وتأكد أنَّ جزيرة السلبيَّة التى تختبئ بها اليوم سيمحقُها غدا طوفان الجهل.. (شارك)».. وانقلب «حجى» على نفسه وشارك أصحابَه، وأصدروا بيانًا دَعَوا فيه المصريين لمقاطعة الانتخابات الرئاسية.. وتلاحظ أنَّ الاجتماع قد غاب عنه المرشح السابق للمنصب الرئاسى حمدين صباحى، وبدا أنه فوجئ كما فوجئ غيره ببيان المقاطعة، فعقد هو الآخر اجتماعًا بعدهم بيومين مع رئيس حزب التحالف الشعبى مدحت الزاهد، ورئيس نصف حزب الدستور خالد داود، وعضو مجلس حقوق الإنسان جورج إسحاق، وأصدروا أيضًا بيانًا يُناشدون فيه المصريين أنْ يُقاطِعوا الانتخابات.. وحقيقى أنا فى حالة اندهاش من هذه الدعوة التى تُحرِض على السلبية، ونحن فى مرحلة دقيقة من مراحل إعادة بناء الدولة المصرية..

نسي هؤلاء الداعون للمقاطعة أنَّ دعوتَهم ليست الأولى، فالانتخابات الرئاسية الماضية فى 2014 واجهت دعوات للمقاطعة، لم تجد استجابة من الشعب.. ونَسَوا أيضًا أنَّ دعوتهم هذه تخالف الدستور الذى شارك معظمهم فى إعداده، ووافق أكثرهم على إقراره. وتمثل هذه الدعوة تحديًا وإهانة واضحة له يُجرِمُها القانون ويُعاقب عليها؛ لأنَّ الانتخابات الرئاسية فى الأصل هى استحقاقٌ دستورى، نصَّت مواده على إجرائها والمشاركة فيها.. نسوا أنَّ الشعب عَرِف جيدًا قدرَهم ووزنَهم وأهواءَهم، ولم يعد يشغله مثل هذه الدعوات للسلبية.. نسى هؤلاء أنَّهم أظهروا أنفسهم للشعب عُراة لا تسترهم الهتافات، ولا تدارى سوءاتِهم مثل هذه الدعوات..

ولا أُريد أنْ أقول للإخوة المُحرِضين منْ أنتم؟! فأنا أعرِفهم واحدًا واحدًا، لكنى أسألهم، وبلا سُخرية: هل لديكم إحساس حقيقى بأنَّ لكم ثقلًا فى الشارع؟.. وهل تشعرون أنَّ لكم أتباعًا يستجيبون لنداءاتِكم، ويستمعون لنصائِحكم؟!.. هل ما تنادون به لصالح الوطن؟.. الأيام بيننا.. وبالمُناسبة أنا ذاهبٌ للانتخابات ومعى أبنائى ككل انتخابات، تاركًا لهم حرية التصويت أو حتى إبْطَال الصوت، المهم نذهب ونكون إيجابيين..

[email protected]