رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

لله والوطن

 

 المشهد السياسى الحالى.. يدفعنى إلى إعادة قراءة مقال سابق كتبته فى 30 أغسطس عام 2014.. حذرت فيه من توريط الدولة فى خطيئة الخطاب التحريضى والتخوينى ضد الأحزاب.. أو خطاب «شيطنة الأحزاب» الذى تبناه للأسف أشخاص كانوا فى ذلك الوقت قريبين من مؤسسة صنع القرار.. وينتمون إلى فصيل سياسى واحد.. حاولوا تشويه الأحزاب بزعم أنها ضعيفة وهشة وتفتقد القواعد الشعبية الحقيقية التى تؤهلها للقيام بدور سياسى إيجابي.

وحاولت فيه الوصول إلى إجابة سؤال طرحته وقتها.. وهو: كيف ينظر الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى العمل الحزبى فى مصر؟ وما موقفه تحديدًا من الأحزاب ومن فكرة التعددية الحزبية وتداول السلطة.. التى هى فى حقيقتها عماد وأساس النظم الديمقراطية؟

•• بحثت عن الإجابة

من خلال ثلاثة حوارات شاركت فيها أثناء لقاءات للرئيس مع رؤساء تحرير الصحف وكتَّاب وإعلاميين.. أحدها فى فترة الدعاية للانتخابات الرئاسية السابقة.. واللقاءان الآخران فى بدايات ولاية الرئيس السيسي.. فى اللقاء الأول استفاضت «جوقة التنظيم الأوحد» فى التحريض ضد الأحزاب القائمة.. وتمجيد ما فعله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من تجميد للأحزاب فى أعقاب ثورة 1952 باعتباره إنجازًا تاريخيًا..!!

وفى اللقاءين الثانى والثالث.. عاودوا تكرار النغمة التحريضية ضد الأحزاب.. وتكررت أيضا نغمة «الظهير السياسى الأوحد» و«حزب الرئيس» كبديل عن الأحزاب «الكرتونية» القائمة.. بل وصل بهم الأمر إلى حد تخوين هذه الأحزاب ووصمها بعار الخضوع إلى أصحاب «المال السياسى» الذين يسعون إلى استغلالها لاكتساب النفوذ وتحقيق مصالحهم الشخصية وحماية فسادهم.

•• وللحق والأمانة

أشهد أن الرئيس السيسى فى هذه المواقف الثلاثة لم يكن يبدى استجابة لهذا التحريض.. ولم يظهر استحسانًا لتوجهات الحوار.. واكتفى بابتسامته الهادئة المعهودة.. وكان يبدو مدركًا جيدًا لمغزى التحريض.. بل إننى فى اللقاء الأول وجهت له سؤالًا مباشرًا عن رأيه فى مسألة التعددية الحزبية وموقفه من الأحزاب.. وكانت إجابته أنه يقف على مسافة واحدة من جميع التيارات السياسية والأحزاب.. ويعتبرهم شركاء فى الثورة والقيادة والنظام السياسى.. وأنه يرفض فكرة الظهير الحزبى من أساسها.. ولا يريد تكرار فكرة «حزب الرئيس».. لإيمانه بأن الظهير السياسى الذى يستند إليه هو الشعب وليس حزبًا معينًا.. إلا أنه فى نفس الوقت عبر عن اعتقاده بأن هناك ضرورة لتنقية المناخ السياسى من بعض الأحزاب الضعيفة.. وأنه يفضل اندماج هذه الأحزاب فى كيانات قوية تتوفر لها فرص المشاركة السياسية الفعالة والتحرك الشعبى المثمر.

وللأمانة أيضًا.. كان المشير السيسى محقًا فى ذلك.

•• واليوم

ماذا حدث؟.. جاء الوقت الذى يجب فيه أن يعى هؤلاء المحرضون أنهم أخطأوا خطأ كبيرًا فى حق أنفسهم وحق وطنهم.. وأن الرئيس السيسى كان أذكى وأوعى مما كانوا يطمعون فيه.. وأنه كان على حق فى موقفه الداعم للتعددية الحزبية وضرورة تنقية المناخ السياسى لإعادة ثقة الشعب فى الأحزاب باعتبارها القنوات الشرعية للممارسة السياسية والمشاركة فى الحكم.