لله والوطن
بغباء منقطع النظير.. ينجرف البعض الى «مناطحة كلامية» خبيثة.. لا تحقق إلا أهداف أعداء الوطن.. وما أكثرهم.. من الظلاميين والكارهين والحاقدين.. الذين يعملون بكل ما أتاهم به أسيادهم من قوة.. من أجل إشعال الحرائق في بيوتنا.. ببث روح الفُرقة والانقسام.. وإثارة الفتن في المجتمع.
•• مشعلو الحرائق
لعنهم الله.. فشلوا من قبل في إيقاظ نار الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين.. وثبت إخواننا الأقباط.. وأثبتوا أنهم الأقوى وطنية وحرصاً على السلام والمحبة والأمن.. وأفشلوا كل المحاولات الإجرامية لجرهم الى أتون الحرب والاقتتال.. وتحملوا في ذلك ما لا يتحمله بشر من قتل وذبح وسفك دماء وإزهاق أرواح بريئة.. وحرق وتدمير لدور عبادتهم.. وطرد وتشريد لهم وتخريب لبيوتهم.. وإيذاء في الأنفس والأموال والممتلكات.. تحملوا كل ذلك بشجاعة وتضحية وفداء حفاظاً على سلامة واستقرار الوطن.
•• واليوم
يعود «الشياطين» الى محاولة إشعال فتنة من نوع آخر.. فتنة عنصرية.. بين أهل الشمال والجنوب.. بحري والصعيد.. الذين ما كانوا يوماً ولن يكونوا أبداً عنصرين متنافرين متصارعين.. مهما حاول «الملعونون» العبث في رباط وحدة وتلاحم المصريين الأبدي المقدس.
هذا للأسف هو ما يسعى إليه الآن هؤلاء الأوغاد الذين أقاموا الدنيا.. بتصيدهم تصريح وزير التنمية المحلية الجديد.. وتحريفه واجتزائه من مضمونه تحقيقاً لغرضهم الخبيث في إحداث الوقيعة بين الدولة وأهلنا في الصعيد.. عن طريق تصوير تصريح الوزير على أنه ازدراء واحتقار لهم.. وينم عن «عنصرية» الوزير.. وهو وصف وتعبير غريب وشاذ عن المجتمع.. يريدون له أن يتحول الى كرة نار تكبر وتنمو وتتوهج لتحرق كل الوطن..!!
•• تصريح الوزير
جرى تحميله.. عن سوء نية وترصُّد.. بأكثر مما قُصد به.. فقد كان الرجل يتحدث عن مظهر من مظاهر مشكلة حقيقية ومزمنة.. وهي إهمال مشروعات التنمية في محافظات الصعيد.. ما أدى الى تزايد نزوح أهلها الى القاهرة بحثاً عن فرص العمل والرزق.. وإقامتهم في المناطق العشوائية.
وهو كلام قصد به الوزير التعبير عن رؤيته كوزير للتنمية المحلية بضرورة الاهتمام بمحافظات الصعيد وبمشروعات تنميتها.. باعتباره حقاً لأهل هذه المحافظات.. وأيضاً باعتباره حلاً لمواجهة ظاهرة العشوائيات.
•• كلنا نعلم
خطورة هذه الظاهرة.. ونعلم أيضاً حقيقة أن معظم سكان العشوائيات هم من أهل الصعيد النازحين الى القاهرة.. وما أدراك ما هذه العشوائيات التي نعلم جميعاً أيضاً أنها أصبحت تمثل بؤراً لكل أشكال الموبقات وحاضنات للإجرام والانحراف والإرهاب.. في ظل غياب الأمن فيها نظراً لطبيعتها الإنشائية الصعبة والمعقدة.
•• ونرى أن الوزير لم يخطئ عندما حذر من خطورة العشوائيات.. لكن ربما يكون قد خانه التعبير عن فكرته القائمة على أن تنمية محافظات الصعيد هي الحل الأسلم لهذه الظاهرة.. وهي فكرة يستحق عليها الثناء.. وليس اللوم والاتهام بالعنصرية.