لله والوطن
تعالوا نتحدث عن مضمون ما يسمى بتسريبات تسجيلات «النيويورك تايمز» وقنوات التضليل الإخوانية.. بعيدا عن جدلية صحة أو «فبركة» هذه التسجيلات.. ومن الذي سجلها؟ ومن الذي أوصلها الى الصحيفة الأمريكية والى قنوات الخونة والمرتزقة المقيمين في تركيا وقطر؟
وبعيداً عما كشفه الإعلامي المتميز نشأت الديهي في برنامجه التليفزيوني عن انتحال الإخواني الهارب سامي كمال شخصية ضابط المخابرات «أشرف الخولي» واتصاله ببعض الفنانات والإعلاميين.. وتحايله عليهم وجرهم في هذا الحديث «الخائب» الذي يهدف الى تشويه دور القيادة السياسية المصرية.. وإظهارها في صورة «المخادع» الذي يضمر في الباطن عكس ما يظهره من مواقف وأفعال.
< دعونا="" نسأل="">
ما حاجة القيادة المصرية لأن تفعل ذلك أساسا؟!.. ما الذي يجبرها على أن تمارس هذا الخداع المزعوم على شعبها.. وعلى الإدارة الأمريكية بالذات.. خاصة بعد أن «رشق السهم» الذي أطلقته مصر في مجلس الأمن بتقديمها مشروع القرار الخاص بالقدس.. والذي أيده كل الأعضاء وأجهضه الفيتو الأمريكي.. والذي كان أساس مشروع القرار الذي طرحته تركيا واليمن على الجمعية العامة للأمم المتحدة وأقرته بأغلبية ساحقة.. وألحق بالأمريكان عارا دوليا غير مسبوق وكشف وجههم القبيح وانحيازهم السافر ضد حقوق الفلسطينيين.. واستخفافهم بالشرعية الدولية وبالقانون الدولي وبإرادة العالم كله.. وهو ما أغضب «البلطجي الأمريكي» وجعله يتوعد ويهدد كل من وجه إليه هذه الإهانة غير المسبوقة.. واولهم مصر؟!
<>
لو أرادت مصر أن تتراجع عن موقفها.. إرضاء لهذا البلطجي أو خوفا من بطشه وعقابه.. سيتحقق لها ذلك عن طريق يسرا وعفاف شعيب وهالة صدقي ومجاهد وحساسين.. مع كامل احترامي لهم جميعا؟!.. هل لو خرج هؤلاء وقالوا ما يبدو أن ضابط المخابرات يلقنهم إياه سيغير ذلك موقف الإدارة الأمريكية من مصر؟!.. وهل هم من ذوي التأثير لدى شعب مصر ولدى «ترامب» وإدارته الى هذا الحد؟!
ونسأل كذلك: إذا كانت مصر تخشى حقا بطش الأمريكان وتسعى الى نيل رضاهم.. فلماذا أقحمت نفسها من البداية ووضعت نفسها في صدارة المشهد وتقدمت بمشروع القرار الى مجلس الأمن؟!.. هل فرض أحد عليها ذلك أو كانت مرغمة عليه.. أم أنها أقدمت على هذا الموقف انطلاقا من دورها التاريخي ومسئوليتها الأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية التي هي قضيتها وقضية العرب الأولى والأهم.. التي بذلت من أجلها الدماء والأنفس والأموال وخاضت من أجلها الحروب وتحملت الشدائد والصعاب؟!.
<>
وفيما يتعلق بالتسجيلات الخاصة بطلب ضابط المخابرات المزعوم من الفنانتين عفاف شعيب وهالة صدقي دعم ترشح الرئيس السيسي لفترة رئاسة ثانية.. وعدم التعرض للفريق أحمد شفيق لأن هناك مفاوضات معه من أجل إثنائه عن الترشح.. هل من المنطقي أن يوجه هذا الطلب الى هاتين الفنانتين.. مع احترامنا لهما أيضا.. وهل يتصور عاقل واحد في جهاز المخابرات أن يكون لهما تأثيرا جماهيريا في ذلك؟!.. وهل يعقل أيضا أن يخبرهما الضابط بهذه البساطة والسذاجة أن هناك ضغوطا تمارس على شفيق لعدم ترشحه.. إذا كانت هناك فعلا مثل هذه الضغوط؟!
<>
ان الأمر كله ليس إلا عبث.. وعبط وتهريج.. وأن كل ما يراد منه هو إحداث «فرقعة إعلامية» لمحاولة تشويه الموقف المصري من قضية القدس.. والذي كان مثار اهتمام العالم كله خلال الفترة الماضية.. وهو ما يؤرق ويثير أحقاد هؤلاء الخونة المأجورين.. لكن لن يستطيع عبثهم وهزلهم هذا أن ينال أو ينقص من قيمة مصر مثقال ذرة واحدة.