لله والوطن
حوار مهم جدا دار بين عدد من الصحفيين وديفيد ساترفيلد القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي.
أهمية الحوار تكمن في أنه يكشف مدى الزيف والخداع في الخطاب الأمريكي الذي يتحدث عن الحفاظ على هوية القدس وطبيعتها الجغرافية السياسية «الجيوبوليتيكية».. حدودها والسيادة عليها.. وتركيبتها السكانية والاجتماعية.. في ظل قرار «التاجر المرابي ترامب» اعتبار القدس عاصمة للدولة الصهيونية المزعومة.
< أحد="">
سأل المسئول الأمريكي: ما هي الآثار العملية لهذا القرار.. ليس من حيث السياسة العامة بالضرورة وعملية السلام.. ولكن على أمور مثل الخرائط (خرائط القدس).. هل سيتم سحبها؟.. هل ستصدر جوازات سفر جديدة لسكان القدس؟.. هل ستحدد جوازات السفر الآن القدس داخل إسرائيل إذا كان الشخص قد ولد هناك؟.. ماذا عن الوثائق الرسمية؟.. هل سيكتب عليها «القدس إسرائيل»؟ ماذا عن العنوان البريدي للقنصلية (الأمريكية).. وعنوان القنصلية؟
ثم: ماذا سيحصل للسكان الفلسطينيين في القدس الشرقية؟.. هل أصبحوا الآن مواطنين إسرائيليين تلقائياً؟..وهل سيتمتعون بالحقوق الكاملة وما إلى ذلك؟.. ماذا سيحدث للفلسطينيين الـ300 ألف (الذين يعيشون في القدس)..؟!
< أسئلة="" مهمة="">
حاول ساترفيلد التملص من الإجابة عنها.. وحاول الاكتفاء بالرد:« إننا نعترف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل.. نحن لا نغيّر حدود السيادة في القدس ولا نأخذ موقفًا.. بما في ذلك الحدود الجغرافية.. ولن أتوسع أكثر في هذا الموضوع».. لكن تحت ضغط الصحفيين اضطر السفير الأمريكي للاعتراف بما تضمره إدارة بلده في هذه المسألة بالغة الحساسية.. قائلا:« فيما يتعلق بالخرائط، ندرس بالطبع هذه المسألة، وعندما نتخذ قراراً، سنعلن عنه فيما يتعلق بكيفية تعاملنا مع القدس لأغراض رسم الخرائط الرسمية التي وضعتها الحكومة الأمريكية».
هل رأيت كم هم كاذبون وماكرون ومخادعون.. وأن ما يسعون إليه هو «التهويد الكامل» للقدس ومحو هويتها العربية إلى الأبد؟!
< مسألة="" أخرى="">
سأل أحد الصحفيين المسئول الأمريكي خلال الحوار: حدد لنا مصلحة أمنية وطنية واحدة للولايات المتحدة يخدمها هذا الاعتراف؟
وجاءت إجابة ساترفيلد العجيبة: «الرئيس ترامب ملتزم بتعزيز عملية السلام، ويعتبر أنّ هذه الخطوة تساعد هذه العملية.. وانتهى الموضوع»..!!
انتهى الموضوع؟!.. تعزيز السلام؟!.. أي سلام؟!.. وأي «عملية» تلك التي تتحدثون عنها وقد أفقدكم قراركم هذا أي ثقة فيكم من جانب العرب كطرف راعٍ أو وسيط للتسوية وللحوار؟
< بصفاقة="">
وبعبارة مهينة.. أجاب ساترفيلد : « لن يفاجئك أن تسمع بعد كل هذه السنوات ردي بأننا سنحكم على الأطراف (العربية) من خلال أفعالها وليس تصريحاتها»..!! يريد أن يقول بوضوح: إن العرب يقولون ما لا يفعلون.. وإن من يصدرون اليوم بيانات الشجب والاستنكار.. سيذهبون إلى واشنطن غدا طالبين التفاوض والسلام.. على جثة القدس.
< هل="" نحن="" فعلا="" بهذه="" الصورة="" المخزية..="" المفزعة..؟!="">