رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

لله والوطن

هل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مجنون.. أو معتوه كما نصوره فى إعلامنا؟.. هل هو «صهيوني».. أو «دمية فى يد إسرائيل واللوبى اليهودى فى الولايات المتحدة» مثلما تصوره أقلامنا أيضا؟.. أم أن هناك دافعا آخر يحرك ترامب ويحدد مواقفه.. ليس فقط فى قراره الذى نعتبره طائشا بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.. بل أيضا فى سعيه لإشعال الصراع مع كوريا الشمالية.. عدوه اللدود.

•• الكاتب الروسى

«بيوتر أكوبوف» كتب فى صحيفة «فزجلياد» الروسية محاولا الإجابة عن هذه الأسئلة: لماذا أقدم ترامب على هذه الخطوة الاستفزازية واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل؟ وهل هو مجنون أو صهيونى وفقا لما يراه العديد من السياسيين والمحللين حول العالم؟

وخلاصة رأى «أكوبوف» هى أن ترامب ليس مجنونا ولا صهيونيا.. لأن «الجزء اليهودى من النخبة الأمريكية بشكل عام يعارض ترامب بشدة.. وجميع وسائل الإعلام تقريبا التى يسيطر عليها أو يمتلكها يهود أمريكيون عملت وتعمل ضد ترامب».. منذ ترشحه للانتخابات الرئاسية وحتى الآن.

إذن.. لماذا يضع ترامب نفسه فى مرمى النيران؟.. يجيب الكاتب الروسي: «لأن هذا هو أسلوبه فى مواجهة المقاومة الهائلة له من النخبة «الوطنية» فى الولايات المتحدة نفسها».. أسلوب قائم على لعبة خداع كبرى وضغط على خصومه عن طريق «دفع الأشياء إلى أقصاها.. وخصوصا فى الملفين الكورى والفلسطينى – الإسرائيلى».. للإيحاء بأنه سيعيد إلى أمريكا نفوذها العالمى مرة أخرى ويجعلها «قوة عظمى» من جديد فى مواجهة النفوذ الروسى المتعاظم والعائد بقوة.. وهذا هو ما كان خصومه يداعبون به خيال الناخبين فى حملاتهم الدعائية إبان الانتخابات الرئاسية.. ويؤكدون أن ترامب غير قادر على فعله.

•• وجهة نظر معقولة

والأهم من ذلك فيما جاء بمقال «أكوبوف» هو ما أشار إليه عن أن رهان ترامب لإنجاح خطته يعتمد على الانتظار حتى تهدأ «عاصفة الرفض» العربية والدولية التى حركها بقراره.. وتصوره أنه «ما إن يتبدد دخان الاحتجاجات المضادة لأمريكا، حتى ترجع البلدان العربية لتتطلع صوب واشنطن، وتطالب بتنظيم مفاوضات مع إسرائيل».

هذا هو أخشى ما نخشاه فعلا.. وهو واقعيا ما يمكن أن يحدث إذا ما لم يحسن العرب استثمار «حالة الحصار» غير المسبوقة التى تفرضها دول وشعوب العالم الآن على السياسات الأمريكية التى تنتهك كل القرارات والمواثيق والعهود الدولية.. وتعرى وتفضح الانحياز الأمريكى الواضح فى الصراع الذى يحاول خداع العالم بأنه يقوم فيه بدور الوسيط أو الراعى المحايد النزيه من أجل إنهائه وتحقيق السلام.

•• ولتكن البداية

أن يعلن العرب جميعا.. متضامنين ومتصالحين.. أنه لا عودة للمفاوضات.. ولا حديث عن سلام.. إلا بالاعتراف بدولة فلسطين وعدم الاعتداد بأى قرار يخص هوية أو وضعية القدس المحتلة.. ولنذهب بذلك إلى الأمم المتحدة لتكون هى الراعى لأية تسويات يمكن الحديث عنها مستقبلا.. وفقا للقرارات الصادرة عن الهيئة الأممية نفسها.. ويلتزم بتنفيذها مجلس الأمن.