رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بكيت حتى انتهت الدموع، صليت حتى ذابت الشموع، ركعت حتى ملنى الركوع. وبصوت خافت يملأه الأنين غنيت.. يا قدس يا مدينة الصلاة أصلّى.. عيوننا إليك ترحل كل يوم.. تدور فى أروقة المعابد.. تعانق الكنائس القديمة...وتمسح الحزن عن المساجد..  بصوت خافت لا يملك سوى أن يغنى مع فيروز، ويردد فى انكسار.. يا مدينة تفوح أنبياء، ويا أقصر الدروب بين الأرض والسماء، يا قدس يا منارة الشرائع يا طفلة جميلة محروقة الأصابع حزينة العينين، إنك جميلة كيوسف وخانك العالم كأخوته. خانكى العالم العربى والإسلامى وعجزوا عن نصرتك، حتى أتى قرار الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب، بنقل السفارة الأمريكية للقدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ليعمق من جراح الذل والمهانة والانكسار العربى، إنها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين إنها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين وستظل.

كلهم دنسوكِ يا قدسُ إلا أنا، فأنا من أُسرِيّ بحبيبى ليلاً إليكِ، وصلى فى مسجدكِ إمامًا، ومن قبتك عرج إلى السماوات العلا، وسلم على الأنبياء، وناجى ربه بأن يخفف الصلاةَ عن أمته، فكنتِ القبلة الأولى للمسلمين وسُميِتِ أولى القبلتين، ونلتِ شرف زيارة الحبيب ليلاً، فكان لكِ ليلةٌ فى كل عامٍ يُحتفل بها سميت ليلة الإسراء والمعراج، فكنتِ مسرى رسولنا الكريم، وسُئل رسول الله «صلى الله عليه وسلم» (ما أول مسجدٍ بنى فى الأرض فقال: المسجد الحرام، ثم قيل أى فقال: المسجد الأقصى) فكان فيكِ ثانى المسجدين، وكنتِ أنتِ أعظم من كل الألقاب والمسميات، فعاش فيكِ كثيرٌ من الصحابة أهدوا عمرهم لكِ مهراً لتعيشى مدى الزمان، وأرسوا فى دياركِ تعاليم الإسلام، فأصبحتِ منارةً للعلم يزوركِ كثيرٌ من الخلق لينهلوا من علم علمائكِ، وحتى تبقى يا قدسُ فى كنف الإسلام وتحت رعاية المسلمين، بقيِتِ يا قدسُ محط أنظار العالمين، فالكل يتهافت لوضعِ اسمه فى باحاتك، حتى الخلفاء تنافسوا لتزيين مساجدكِ وقبابكِ بأجمل الحلل، وزخرفة جدرانكِ بنقوشٍ ذهبيةٍ لامعة، ليتكِ بقيتِ عروسًا تلبسُ كل يومٍ ثوب الجمال، ولكن غدر الزمان بنا فأصبحت أسيرةً فى يد الصهاينة، تصرخين فينا أن حى على الجهاد.

القدسُ اليومَ تئنُ تصرخُ، تذرفُ دمعًا، تنزفُ جرحًا، تصرخُ أين عمرَ؟ وابن العاص؟ وصلاح الدين؟ ليحرروها من جديد، فالقدس أسيرةٌ بيد بنى صهيون، يلهون ويمرحون فيها وكأنها ملكٌ لهم!!، ولم يعلموا يومًا بأنها حُرمت عليهم مدى الدهر، هم دخلوها واقتلعوا كلَ شيءٍ فيها، وانتهكوا حرمتها وهجروا أبناءها، وأحرقوا كل آية جمالٍ فيها، حتى أنا منعونى من رؤيتكِ، وأسمع أنّ لى قدسًا أحلم بأن أراها يومًا عروسًا تبصر النور من حولها، فأنا قادمٌ لفتحكِ، فأنا النورُ كلُ النورِ يا قدس، أنا قادمٌ لأحرركِ ومن خلفى أمتى تحمل راية الجهاد لتحرركِ، وتعيدكِ لحضنها ولأبنائها، فكونى على موعدٍ معنا، وقل متى هو قل عسى أن يكون قريباً، وسلامٌ عليكِ يا قدس.